لا تنشر هنا

دور الإدارة التربوية في تدبير الفريق بالمدرسة المغربية

عبد اللطيف شعباني

لا تنحصر مهمة مدير المؤسسة التعليمية في تدبير اليومي لما يقع بها ، بل يجب عليه أن يكون الفاعل المؤثر في كل ما يرتبط بها من قريب أو بعيد، وذلك بناء على ما اكتسبه من مؤهلات شخصية وعملية ،على اعتبار أن المؤسسة التربوية تتفاعل فيها عدة عوامل وعلاقات وروابط مع جهات خارجية.

ومن المعالم الجديدة للمؤسسة التعليمية ظهور ما يعرف بالفريق البيداغوجي، الذي يعمل إلى جانب مدير المؤسسة لتحقيق مهام مشتركة لمصلحة المتعلم، مع استحضار مسألتي الوحدة والتناغم بين الجميع.

ويعتبر مدير المؤسسة المحفز للفريق التربوي ـحيث يوزع المهام بين أعضائه، من أجل بلورة ثقافة التعاون وتسهيل التواصل بينهم، بل وتخفيف النزاعات والاختلافات التي قد تنشأ بينهم بين الفينة و الأخرى  ومساعدة من يجد صعوبة في الاندماج إلى الفريق، باختصار أن يخلق مدير المؤسسة جوا من الثقة والرضا والانسجام بين أعضاء الفريق . وهو بذلك يسهل مهمة الجميع.

وقد حدد الباحث روجي موكيليي في كتابه “العمل ضمن فريق “وظائف رئيس الفريق في كونه يقوم بالربط بين مهمم المجموعة في ارتباط وثيق مع الخطة الجماعية المقترحة ، وتوفير الأجواء المادية والمعنوية للفريق، وتعبئة الموارد الواجبة لإنجاح مشاريع المؤسسة، وتوفير المعلومة للجميع ،ثم ضمان المشاركة والتشجيع عليها لاسيما خلال الفترات الصعبة للمشاريع والمهمات لتربوية .

إن المدير التربوي الفعال هو ذلك القائد التربوي الذي يستطيع بحنكته الإدارية أن يوظف ّأعضاء الفريق لتحقيق ما تصبو إليه العملية التعليمية التربوية ، وهذا لا يتحقق للمدير ما لم يكن صاحب وعي بكافة جوانب عمله، حريصاً على تطوير ذاته وأساليبه، وقادراً على التطوير والتنفيذ والتعامل التربوي السليم مع الجميع. فمدير المؤسسة التربوية الفعال هو القائد الذي يعمل على تحقيق النتائج المتوقعة منه بحكم موقعه الوظيفي، ويتوقع منه كذلك تقديم خدمة تربوية لتحقيق معدلات من الترابط والتنسيق بين العاملين معه داخل المؤسسة التعليمية، وذلك من أجل رفع وتحسين العملية التعليمية وتطوير الأداء العام وتحقيق الأهداف التربوية المرسومة له بتكلفة محددة وفي وقت محدد، ثم اعتماد الأسلوب الديمقراطي لأداء باقي الخدمات التربوية والإدارية بشكل فعال لتساعد على تحسين العملية التربوية وتحقيق الجودة النوعية في مخرجاتها وابتكار أساليب متطورة للتعامل مع قضاياها وحل مشكلاتها والتجديد والتطوير و الإبداع ورفع الكفاءة الإنتاجية وفقا لسياسة عامة وفلسفة تربوية محددة مستخدمة أفضل استخدام ممكن لجميع الإمكانات والقدرات والتسهيلات المتاحة لها داخل المؤسسة التعليمية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى