اقتصاد

زراعة الزعفران أو”الذهب الأحمر”…بديل اقتصادي وفلاحي ينعش ساكنة إقليم أزيلال

جديد24-و م ع

أضحت زراعة الزعفران أو “الذهب الأحمر” في الكثير من مناطق إقليم أزيلال، لاسيما على طول سلسلة جبال الأطلس الكبير والمتوسط، تشغل حيزا كبيرا من مزروعات فلاحي تلك المناطق، وذلك بفضل برنامج التنمية القروية للمناطق الجبلية الذي يتوخى من بين أهدافه، المساهمة في الحد من الفقر وتحسين الظروف المعيشية لساكنة المناطق القروية.

وهكذا، تم في إطار هذا البرنامج الذي يروم، أيضا، إحداث مجموعة من الأنشطة الفلاحية المحلية وتثمينها قصد تحسين وتنويع مصادر الدخل، مع دعم منتجي الزعفران الحر في إقليم أزيلال، عبر اقتناء زهاء 50 طنا من بصيلات الزعفران لفائدة منخرطي 3 تعاونيات بالإقليم، أي ما يعادل غرس مساحة تقدر بنحو 17 هكتارا لفائدة 499 مستفيد، من بينهم 170 امرأة.

ومن بين أبرز التعاونيات التي استفادت في هذا الإطار، تعاونية آيت بوولي الفلاحية، والتي استفادت من كمية تقدر بـ 33 ألف و245 طنا من بصيلات الزعفران، التي جرى توزيعها على 420 منخرط، من بينهم 91 امرأة، وهي العملية التي تتيح الرفع من إنتاج التعاونية من هذه المادة إلى 100 كيلوغرام من الزعفران الحر خلال السنة الجارية، مقابل 10 كيلوغرامات خلال السنوات الماضية، مع إحداث ما يقارب 550 يوم عمل في جماعة آيت بوولي الجبلية، أغلبها لفائدة النساء. وعلى نفس المنوال، حاولت تعاونية أمغار الفلاحية النسوية التي تنشط في جماعة زاوية أحنصال، خلال السنوات الماضية، صقل تجربتها في مجال زراعة الزعفران عبر الانخراط في مجموعة من المبادرات في هذا المجال، حيث استفادت نساء هذه التعاونية من نحو 16 ألف و275 طنا من بصيلات الزعفران، مما سيساعد على الرفع من إنتاجيتها إلى قرابة 80 كيلوغراما من الزعفران خلال السنة الجارية، مع إحداث زهاء 275 يوم عمل لفائدة نساء الجماعة المذكورة.

أما تعاونية تسوسيت الفلاحية التي تنشط في جماعة زاوية أحنصال، فقد استفادت بدورها من نحو 480 كلغ من بصيلات الزعفران كتجربة أولية في انتظار توسيع نشاطها بعد صقل تجربتها في الميدان.

وفي هذا السياق، أبرز رئيس تعاونية جبال الخير للخدمات الفلاحية السيد عبد العزيز المولوع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جماعات تبانت، آيت بوولي، أنركي وزاوية أحنصال، بالحزام الجبلي لإقليم أزيلال، تزخر بالعديد من الثروات الفلاحية، التي كانت إلى الأمس القريب مصدر عيش واستقرار الأهالي بهذه المنطقة الجبلية ذات التضاريس الوعرة، حيث يتم استغلال أغلب الأراضي الفلاحية في غرس أشجار التفاح والجوز والبطاطس وغيرها من المزروعات التي يكثر الإقبال عليها نظرا لكونها طبيعية ولا تستعمل في زراعتها أسمدة أو مواد كيماوية أخرى.

وأضاف أن عددا من الفلاحين يعتبرون الفلاحة الحالية مجرد نشاط معيشي، ولا يمكن أن تكون بديلا اقتصاديا، ومن ثم بدأ التفكير في إيجاد بديل اقتصادي وزراعي وجده الفلاحون في الزعفران لتنتشر هذه التجربة في مجموعة من المناطق بالإقليم، موضحا أن زراعة “الذهب الأحمر” تهدف بالأساس إلى تنويع الأنشطة الفلاحية المولدة للثروة والمحدثة لمناصب الشغل.

وأشار السيد المولوع إلى أن زعفران تبانت والجماعات المجاورة بإقليم أزيلال التي انخرطت في زراعة هذه النبتة التي يمكن اعتبارها بديلا اقتصاديا في الوقت الراهن، يتميز بجودة عالية.

وشهدت جماعات تبانت، وزاوية أحنصال، وآيت بوولي، وأنركي خلال السنوات الأخيرة، تزايد المساحات المزروعة بالزعفران، وهي الزراعة التي اعتبرها السكان المحليون بديلا اقتصاديا، يمكن الاعتماد عليه من أجل إحداث فرص الشغل، والمساهمة في التنمية المحلية، بعيدا عن الموارد المعتمد عليها سابقا، من قبيل الزراعات المعيشية.

وفي هذا السياق، قامت عمالة أزيلال بتسطير برنامج يروم تعميم زراعة الزعفران، والرفع من نسبة المساحات المزروعة، ببرنامج يمتد على مدى 3 سنوات ستنخرط فيه عمالة أزيلال بتنسيق مع عدد من الشركاء لتوسيع المساحات وتأطير المنتجين والمنتجات.

وهنا، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم أزيلال، السيد عبد العزيز عاصيمي، في تصريح مماثل، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انخرطت في برنامج دعم تنمية سلسلة الزعفران بالإقليم، لاسيما بمنطقة زاوية أحنصال حيث تمت برمجة مشروع بناء وحدة للتثمين والتقطير.

وأوضح أن عمالة الإقليم ما فتئت تؤكد ضرورة إيلاء الأهمية اللازمة لسلسلة الزعفران وباقي السلاسل الفلاحية، نظرا إلى كونها تلامس معيش المواطنين ولها التقائية مع فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرا إلى أن الدور الذي يرتقب أن تضطلع به عمالة أزيلال خلال السنوات المقبلة مهم وطموح لتوسيع زراعة الزعفران بعدد من الجماعات الترابية وتوسيع المساحات كمرحلة أولى بالمناطق التي انخرطت في هذا النشاط الفلاحي.

وشدد السيد عاصيمي في هذا الصدد، على أهمية المواكبة والتأطير والحفاظ على جودة المنتوج والتميز التي ينبغي أن تميز العلامة الإنتاجية لزعفران أزيلال.

وللإشارة، فإن برنامج التنمية القروية للمناطق الجبلية يندرج في إطار شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وفي إطار تفعيل اتفاقية الشراكة المبرمة بين وكالة التنمية الفلاحية والمنظمة من أجل تقوية قدرات الساكنة القروية بأزيلال على التأقلم مع التغيرات المناخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى