مجتمع

دوار الحوض بالمفاسيس٠٠٠موتٌ بطيءٌ صنعهُ الفوسفاط

عبدالصمد خشيع-جديد24

عمدت الادارة المركزية للمكتب الشريف للفوسفاط الشركة الكبرى بالمغرب والأولى عالميا في إنتاج مادة الفوسفاط التي تستخرج من أحشاء اقليم خريبكة(عمدت) إلى إعادة انتشار المدراء بكل المواقع المنجمية، منها موقع خريبكة، وذلك في أفق خلق دينامية جديدة تستطيع أن تتغلب على المشاكل التي قد تعمق من جراح المتضررين من الاستغلال المنجمي بهذا الاقليم، من خلال وذلك اعتماد حكامة متجددة قادرة على ضمان تنمية مستدامة وفق ما ننشده في كل الخطابات واللقاءات والمنتديات.

لكن رغم ذلك لم يستطع الانتشار الجديد أن يتخلص من سياسة المراوغة التي كرست تهميش دوار الحوض، الذي لايتوفر على أبسط شروط العيش الكريم بمعناه الإنساني فقط وليس بمعناه المواطناتي.

 بنظرة خاطفة بانورامية على هذا الدوار البئيس، الذي أناخ الحزن كل فضاءاته الطبيعية التي تعمق من بؤسه وجراحه وتهميشه، سيقف المرء على أن ساكنته تشرب من برك لا تليق حتى بحظيرة حيوان لا يملك من أمره شيئا ، فبالأحرى إذا تعلقت المأساة بأطفال أبرياء تكسوهم ابتسامة بريئة ممزوجة بإيمان يستسلم لقدر فرضته حكامة الحاكمين بكراسيهم الجلدية، والمهندسين الذين يسكنون الفيلات الفسيحة، التي بناها المستعمر، وكرس بها ثقافة الفوارق الطبقية لسحق الأجراء في ظروف استعمارية واستغلالية نعرفها جميعا، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، الى غاية يومه تحث أنين الأمراض المهنية الفتاكة.

وسيقف المرء أيضا وبشكل يدعو إلى البكاء أن هذا المجتمع المصغر، الذي ينتمي إلى جماعة (المفاسيس) حرمت عليه الإنارة كمقوم أساسي لمواكبة مختلف الحاجيات الانسانية المتعلقة بالصحة، إذ أنهم ملزمون بتجفيف اللحوم أو التخلص منها في يوم واحد لأنهم لايستطيعون  استغلال أجهزة التبريد (ثلاجات) في الاحتفاظ بالخضر واللحوم والاستفادة من مياه البرك على علتها بشكل يواكب حرارة الصيف ٠

 سياسة الانتشار التي تنهجها إدارة المكتب الشريف للفوسفاط لم تستطع للأسف أن تعيد البسمة إلى ساكنة جماعة المفاسيس باعتبارها الجماعة المتضررة بشكل مباشر على جميع المستويات، سواء فيما يتعلق بالتشغيل أو الطرقات أو الفضاءات المغيبة، التي تحتضن شباب العالم القروي المتعطش إلى تنمية حقيقية وملموسة بعيدا عن لغة الخشب التي باتت سلاح كل المدراء السابقين واللاحقين٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى