ثقافة وفن

رواية “ليالي تماريت” للشاعرة والكاتبة أمينة الصيباري قطعة شوكولا مغلفة ب”مرورة” مشتهاة

رشيد آيت عبد الرحمان

وفاء لعرف التدرج في الكتابة: من الشعر إلى الرواية (مرورا بالقصة القصيرة أحيانا)، وبعد ديوانيها الشعريين: رجع الظلال سنة 2013 ووشم بالشوكولا سنة 2015، تطل علينا الشاعرة والفاعلة الجمعوية والكاتبة أمينة الصيباري برواية من القطع المتوسط، تتوزع أحداثها على 190 صفحة، في طبعة أنيقة في مظهرها، بغلاف مريح مبهج للعين، تتوسطه لوحة للفنان التشكيلي المقتدر الصديق الراشدي، صادرة عن دار النشر سليكي أخوين بطنجة سنة 2019. 


اختارت الكاتبة للرواية عنوانا مركبا إضافيا “ليالي تماريت”، يسافر فيه الشق الثاني بالذهن نحو مكون من مكونات الثقافة المغربية: السياحة، ليكتشف داخل المتن أن الأمر يتعلق بمكان خارج أرض المغرب، لكنه مرتبط به تاريخيا: الموريسكيون.
البطلة “غادة” امرأة حديدية ناجحة في مهنتها (الصحافة)، وفي يوميها ترِبت يداها في علاقة زواج، اصطدمت فيها، منذ أيام الدراسة الجامعية، بصخرة عدمية أستاذها وطليقها “فريد العطار”، الذي أجهض أمومتها، لتحتمي بمخاريط “المكسرات” لتزجية الوقت في كل ليلة من لياليها الطوال، بدلالات المخروطي من حيث الشكل، ودلالاته حينما يرتبط ببائع الزريعة، واختيارات الكاتبة للمواضيع التي يحملها كل مخروط تقرؤه غادة، وعلاقتها بالقصة الرئيسية في الرواية، وما إن كانت خيطا ناظما أو أنها توردها لتكسير الروتين والألم اليومي للبطلة وذبذبة خط السرد.


بلغة شفيفة تمتح من رهافة الشعر في كثير من ملامحها، تَعْبر الكاتبة، عبر درو
ب اليومي المتشعبة، ببعض القضايا الحارقة (كقضية الإرهاب) الذي راح ضحيته مظفر الشاب الغرير، لتجلي الصراع داخل مجتمع يعج بالمتناقضات.
وإثر حادثة سير تعرض لها “العطار”، وفي آخر عقيق الرواية، وأنت تتلمظ بحثا عن المزيد، وأنت تستشعر حديد “غادة” يلين بين يدي العطار في المصحة، تتصرم الرواية كوقت جميل من بين لسانك وشفتيك قطعةَ شوكولا مغلفة ب”مرورة” مشتهاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى