السياسية

في وداع الوالي بكرات … خمسٌ بخمسٍ

محمد مصلح

حسنا فعل السيد عبد السلام بكرات الوالي السابق لبني ملال خنيفرة خلال حفل تكريمه، عندما تحدث عقب كلمات المجاملة، التي أعقبت رحيله من بني ملال.

ولن يندم  من لم يحضر حفل الوداع، فلن تفوته الكلمة التي ألقاها السيد الوالي والمنشورة على مجموعة من صفحات “الفايسبوك” للرجوع لها والتأمل في الكلمة المعبرة والتي قالت في شكلها  كل شيء، رغم أن صاحبها لم يقل شيئا بل اختار الرد بطريقة مباشرة عن مقال ” الأسباب الخمسة وراء انتقال عبد السلام بكرات للعيون“، والتي قال فيها السيد الوالي إنه يترك لنا تفسيرا إن كانت الأسباب خمسة أو عشرة لرحيله من بني ملال، وما دام قد طلب التفسير والتعليق ومن باب رد التحية بأجمل منها، فإننا تناغما مع أقواله لابد من التعليق على كلمته في بعض ما يستحق التعليق :

تحدث السيد بكرات بداية وقال إن السبب معروف لتعيينه بالعيون، وهو لعمري نفس منطق الخطأ الذي نشر في صفحة “الفايسبوك” المرحومة المعلومة التي تحدثنا عنها في المقال السابق يوم تعيينه ببني ملال، ونشرت وقتها أن تعيين السيد الوالي تشريف لساكنة الجهة، ومن باب الغمز فقط فإننا نعتقد أنه لا يصلح ولا يستقيم أن يلمح رجل سلطة أنه مبعوث ل”مهمة خاصة” في “منطقة خاصة”، مستندا لتأويل كلمة مجاملة ووداع سبقته، فالمودع حر في تأويله وتفسيره، لكن أنتم السيد الوالي رجل دولة، جندي للدولة، تزداد شرفا بالمهمة وليس العكس.

تحدث السيد بكرات عن السبب الثاني وهو علاقته بالإعلام وفسر الإعلام كما يفهمه ويتصوره، وهو طبعا الإعلام القريب من سكناته وحركاته، والأغرب أن يكون تفسير السيد الوالي لمدى جودة الصحافة بأن تتملك وتتشبع بالقرارات الإدارية، وكأن الصحافة “فيلق” لتنفيذ وتجميل القرارات الإدارية وليست للنقد والتقويم وممارسة سلطة الرقابة، التي بوأتها صفة “السلطة الرابعة”، طبعا بعيدا عن منطق ثنائية “المدح والنقد من أجل النقد”.

 قال السيد بكرات في كلمته إنه لا يحسب الأيام، لكن من المثير فعلا أن تصدقوا السيد الوالي أنكم أنجزتم في خمسة أشهر ما يتطلب إنجازه خمس سنوات،  فكانت خمسٌ بخمسٍ، والعجيب أن كلمات المجاملة كما نعرف جميعا في كلمات الوداع عذبة كقول الشعراء، وأعذب الشعر أكذبه، فهل تصدق السيد الوالي أن خمسة أشهر تحولت فيها المدينة والجهة إلى جنة في خمس سنوات؟؟، ما الذي تحقق فعلا خلال مقامكم في بني ملال خلال خمسة أشهر يستحق أن يقدر بخمس سنوات، بعيدا عن خمسة أسباب أو عشرة كما قلتم السيد الوالي؟؟

نرجو أن تتقبلوا السيد الوالي ملاحظاتنا كمؤسسة للوالي من باب التجاوب مع طلبكم بانتقاد المؤسسة، وليس كعبد السلام بكرات الشخص، الذي قلتم في كلمتكم أنكم طلبتم من الصحافة توقيره، وأملنا أن لاتعودوا مباشرة للتقاعد في بني ملال، ولكن أن يتحقق رجاء محبيكم في أن تتكلفوا بمهام أعظم قد يكون من بينها مهمة وزير الداخلية بعد مقامكم الطيب بالعيون .

هذا تعليقنا على ما يستحق التعليق في كلمة الوداع، وقد فسر السيد بكرات إذ سكت عن باقي الأسباب، أما ما كان في الكلمة من أفكار شاردة، فنسأل الله أن يهدينا لسواء السبيل، ولصالح الوطن. فالأشخاص ذاهبون والمهام تفنى، ويبقى الوطن .

 بالتوفيق في مهامكم الجديدة السيد الوالي ورافقتكم السلامة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى