السياسية

الأسباب الخمسة  وراء انتقال عبد السلام بكرات للعيون

محمد مصلح

استقبل الملك محمد السادس زوال أمس الاثنين الولاة والعمال الذين  ينتظر تنصيبهم خلال الأيام القليلة المقبلة بمقرات الإدارة الترابية والمركزية.

وكان لافتا تسرب أسماء الولاة والعمال قبل 11 يوما من الاستقبال الملكي، مما فتح الباب أمام تأويلات عديدة وقراءات ذهبت إلى حد القول بمراجعة تلك اللوائح والأسماء، خاصة وأنه لم يصدر أي بلاغ رسمي يحدد أسماء الولاة والعمال وقتها وأماكن تعيينهم .

وبالقدر الذي كانت فيه ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي النقاشات التي أعقبت الحركة الانتقالية للولاة والعمال مختلفة، بقدر ما فتحت هذه الحركية تأويلات وتفسيرات عديدة لانتقال مبهم لعدد منهم، ونخص بالذكر هنا  الوالي عبد السلام بكرات الذي انتقل للعيون بعد أقل من ستة أشهر قضاها ببني ملال التي عين بها بتاريخ 20 غشت 2018 وأعلن عن مغادرته لها بتاريخ 7 فبراير2019، ونرصد في هذا المقال خمسة أسباب نعتقد أنها وراء تنقيل الوالي بكرات للعيون .

1 – العلاقة الملتبسة بالوالي السابق محمد فنيد :

لم يكن خافيا على أحد تلك العلاقة التي تربط الوالي عبد السلام بكرات بالوالي السابق محمد فنيد ، وهو الوالي السابق لجهة تادلة أزيلال سابقا ، وبني ملال خنيفرة ، والذي يعتبر برأي المتتبعين أضعف والي شهدته جهة بني ملال خنيفرة في تاريخها، ورغم جرس الإنذار الذي كان على الوالي بكرات أن يلتقط رنينه بمجرد تعيينه ببني ملال ، إذ بعد أيام  من تعيينه فقط تسربت مكالمات هاتفية بين منتخبين كبار وصحفي تفضح ابتهاجهم برحيل محمد دردوري، وسعادتهم بالوالي الجديد وقتها بكرات بل والتصريح بأن فنيد يضمن لهم الوالي الجديد بكرات ويضمن لهم “كل يريدون”، تلك العلاقة التي ستؤكد صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن الوالي بكرات لا يخفي علاقته بالوالي السابق فنيد، رغم كل مارافق إعفاء الوالي فنيد من مهامه من ظروف لم يعلن عنها.

2 – العلاقة الملتبسة بالإعلام

بمجرد تعيينه بمدينة بني ملال سارع الوالي للاستجابة لكل طلبات اللقاءات بجمعيات إعلامية بالمدينة ، عبر خلالها الوالي حينها أنه لا يرغب أبدا في صحافة تمدحه ، بل يريد صحافة تقول الحقيقة ، لكن بمجرد توالي الأيام ظهر عكس تلك المقولة بل أصبح الوالي كريما مع نوع محدد من الصحفيين يسارعون لتجميل سكناته وحركاته ، بل يتجاوز ذلك إلى تخصيص نوع محدد من الصحفيين بأخباره التي تجعل الوالي يحل محل مؤسسات منتخبة وأنه المنقذ والآمر الناهي ، ويؤسس لظهور نوع جديد من “الصحافة”.

طبعا لا يمكن الحديث عن الوالي بكرات وعلاقته بالإعلام دون الحديث عن المكالمة المسربة بين منتخب وصحفي مشهور يتحدثان فيها عن “عبد السلام” كحديثهما عن أي صديق تجمعهما  به جلسات اللهو  والتسلية ، وليس حديثا عن ممثل  ترابي سامي لصاحب الجلالة .

3 – علاقة الوالي بكرات الملتبسة بمواقع التواصل الاجتماعي

بمجرد حلول الوالي بكرات بمدينة بني ملال كان مثيرا انتشار صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”،  تحمل صور واسم الوالي عبد السلام بكرات، كانت الصفحة في حد ذاتها جرأة غير مسبوقة لمسؤول ترابي، وهي خطوة استحسنها العديد من المتتبعين من باب التواصل وتوفير المعلومة  ، بل كان يشرف عليها طاقم يتكلف بالتواصل مع كل من علق على الصفحة ويطلب منه دعم تجربة الوالي الجديد وقتها، لكن تلك الصفحة التي كانت تنشر وبشكل حصري صور من اجتماعات ولقاءات خاصة مما يضفي عليها قربها الشديد من الوالي بكرات، كانت ترصدها أيضا الأعين لما تتضمنه من زلات لا تحترم “القواعد المرعية”، خاصة وأنها نشرت أن تعيين الوالي على جهة بني ملال خنيفرة تشريف لساكنة الجهة، بل ونشرت أيضا دعاء وصورا للوالي قد تكون موضع أسئلة في دولة الملك فيها هو أمير المؤمنين.

وتحولت من صفحة للتواصل لصفحة ل”التطبيل” للوالي،بل وهاجمت العمال شركاء الوالي واتهمتهم ب”الجلوس في مكاتبهم” ،  تلك الصفحة التي لم تكن غائبة عن أعين المتتبعين نالت بالقدر من الاستحسان قدرا كبيرا من الاستهجان ، وهو ما يفسر اختفاءها مباشرة بعد قرار تعيين بكرات بجهة العيون ، فهل جنت الصفحة الفايسبوكية على الوالي عبد السلام بكرات كما جنت على أهلها براقش ؟؟؟

4 – الوالي عبد السلام بكرات والمنتخبين تنافر وتآلف

دشن الوالي بكرات حلوله بمدينة بني ملال بعلاقة متشنجة بنوع من المنتخبين يستطيعون أن يقولوا كلمة “لا” لما يرونه تجاوزا للاختصاصات ، كانت الانطلاقة من أول لقاء يحضره الوالي لمجلس جهة بني ملال خنيفرة بمدينة خريبكة في شهر أكتوبر ، عندما سارع إلى “تقريع ” أعضاء مجلس الجهة لأنهم “لم يدبجوا العبارات المسكوكة في مدح سكنات وحركات السيد الوالي ” ، وهو ما أثار وقتها غضبا وسط عدد من المنتخبين ، سيحاول بعده الوالي فرض ” وصاية” خاصة على المجلس الجهوي كانت تجابه برفض من جل أعضاء المجلس ، وهو ما كلف ضياع تأخر العديد من الأوراش ، وكانت أبرز مظاهر شد الحبل تأخير الوالي لملف التأشير على دعم الجمعيات إلى بداية شهر دجنبر ، طبعا سيتكلف البعض حينها من المرتبطين بالوالي بكرات  بالقول أنه “لولا تدخل السيد الوالي “… وهو عكس ما حصل،  لتتضرر فئات واسعة من الجمعيات بعدم صرف منحها نظرا لنهاية السنة المالية … مقابل العلاقة المتنافرة مع بعض المنتخبين  والمجالس، كان المطبلون منهم يحظون بلقاءات وقضاء مآرب شتى ، وعادوا كما كانوا على عهد الوالي فنيد يأمرون فيطاعون .

5 –  قرارات مسؤولة أم انتقام من المخالفين؟

لم تكن لمسة الوالي السابق فنيد خافية على قرارات الوالي عبد السلام بكرات، فبالقدر الذي تمكن فيه الوالي دردوري من احتضان المخالفين له خاصة في مرحلته الثانية ببني ملال ، سارع الوالي بكرات، إلى إبعاد كل المخالفين ل”صديقه” فنيد وتجميد أنشطتهم ، تلك النزعة الانتقامية من المخالفين بلغت ذروتها عندما سارع إلى توقيع قرار بإعفاء مسؤول التجهيزات السابق وتنقيله لعمالة الفقيه بن صالح في الوقت الميت ، أي بعد أسبوع من قرار تعيينه بالعيون ، بل وصلت أخبار لوسائل الإعلام حينها أن الوالي أزبد في مكتب المسؤول المذكور  بحضور كبار المسؤولين وبدرت منه عبارات تؤكد غضبه من أحاديث وصلته بالتشفي من قرار تعيينه بالعيون، طبعا “عين رضى” الوالي امتدت لمؤسسات أخرى بعيدة قال الوالي حينها أن أشخاصا بها لا يروقونه، فكان مصيرهم الإبعاد أو تجميد أنشطتهم “كرما” لعيون السيد الوالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى