ثقافة وفن

رحلة إلى عمق الأطلس المركزي: بين متعة السياحة والثقافة

جلال عبد الكريم +

نظم مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية جهة بني ملال خنيفرة وجمعية التاريخ والتراث الجهوي، رحلة علمية للأطلس المركزي شملت كل من منطقة بين الويدان وأزيلال وأيت آمحمد وأيت بوكماز وأيت بوولي، وكان تأطير وتنظيم هذه الرحلة لفائدة ثلة من الأستاذات والأساتذة الذين يمثلون العديد من الجامعات المغربية والدولية، ومن بينهم الأستاذ عبد المجيد قدوري رئيس الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، وأستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد الخامس، وعميد سابق بكلية الآداب ابن مسيك، والأستاذ عثمان المنصوري أستاذ التاريخ، ورئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والأستاذة آسية بنعدادة أستاذة بكلية للآداب بالرباط، والأستاذ امبارك أيت عدي عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالإضافة إلى فاعلات وفاعلين جمعويين من داخل المغرب وخارجه.

  كان في استقبال الوفد مجموعة من أساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال على رأسهم الأستاذة سعاد بلحسين مديرة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة والأستاذ محمد العاملي والأستاذ عبد القادر أيت الغازي والأستاذ الحسن بودرقا.

انطلقت الرحلة  صبيحة يوم الجمعة 8 مارس والذي يصادف اليوم العالمي للمرأة، مما أضفى على الرحلة صبغة الإحتفاء بالمرأة والإستجمام والثقافة… وكانت أول محطة هي بحيرة سد بين الويدان.

وشقت الحافلة طريقها في اتجاه أيت بوكماز، مرورا بأيت امحمد، إغزديس، تامدا خلالها تلقى الأساتذة بعض الشروحات حول المراعي الجماعية، وكيفية تدبيرها، والأعراف التي تنظمها، وكذا القبائل التي تنتجع بالمجال. وبعد ذلك تطرق ذ. قدوري إلى أدوار الزوايا  وأدوارها الدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، داخل الأطلس الكبير، وأهمية المعابر “تيزي” في ربط جسور التواصل بين الشمال، باعتبارها بوابة لتلاقح الثقافات .

  وهناك وبعد رسو الحافلة، زار الوفد موقع آثار الديناصورات بدوار “إباقليون” حيث قُدِّمت شروحات حول  هذه الآثار .

وفي اليوم الموالي شدت القافلة الرحال نحو منطقة أيت بوولي لزيارة موقع النقوش الصخرية بتيزي نترغست بقدم جبل “راث”، وخلال الرحلة تم الوقوف على النمط المعماري بأيت بوولي “المخازن الجماعية”، حيث قُدمت لهم ورقة تعريفية حول تاريخها وخصوصياتها المعمارية ووظائفها ووضعيتها الراهنة،  وبالمناسبة ذكرت الدكتورة سعاد بلحسين والدكتور محمد العاملي بالبحوث التي أشرفوا على إنجازها في مجال التاريخ التراث الجهوي عموما وتراث الأطلس الكبير.

وفي ذات السياق وضع ذ. الحسن بودرقا عضو مركز معابر، وأستاذ التاريخ القديم، هذه النقوش في سياقها التاريخي.

بعد ذلك تمت زيارة “إغرم سيدي موسى” والضريح  الخاص به.

وفي اليوم الموالي أصر الوفد على القيام بزيارة لشلالات أوزود للتعرف على ما تزخر به المنطقة من مقومات سياحية وتراثية. وبعد الوقوف على تلك المعالم أثنى الوفد الزائر على المجهودات التي يقوم بها الأساتذة سواء داخل جامعة السلطان مولاي سليمان أو مركز معابر، كما أشاد الأستاذ قدوري بالتجربة العلمية لهؤلاء الأساتذة من خلال التكوينات التي يقومون بها في سلكي الماستر والدكتوراه وذلك بانفتاحهم على المحيط الخارجي.

وفي نهاية الرحلة خرج الوفد المشارك بمعية مديرة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية جهة بني ملال خنيفرة بمجموعة من التوصيات من قبيل:

  • عقد شراكات مع فرق ومختبرات الكليات داخل المغرب وخارجه.
  • تخصيص يوم دراسي بالخزانة الوطنية بالرباط يستضيف كل من الأستاذة سعاد بلحسين والأستاذ محمد العاملي للحديث عن المقومات التاريخية والتراثية والثقافية التي تزخر بها جهة بني ملال خنيفرة، ودورها في العديد من البرامج التنموية الجهوية.
  • إعادة تنظيم رحلات مماثلة للجهة وعقد أيام دراسية وندوات للتعريف بتاريخ وتراث الجهة، مع التركيز على ضرورة تبادل الزيارات لفائدة الطلبة الباحثين.

+   باحث في الدكتوراه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى