حول العالمقضايا وحوادثلا تنشر هنا

عبد العزيز ..قصة البطل الأفغاني الذي تصدى للإرهابي وأنقذ العشرات في نيوزيلاندا

جديد24 / وكالات

يرفض “عبد العزيز” ذو الأصول الأفغانية أن يطلق عليه الناس لقب بطل، لكن ما قام به الجمعة الماضي، أثناء هجوم مسجدي نيوزيلندا لا يمكن وصفه سوى بالعمل البطولي.

حين سار الإرهابي  برينتون هاريسون تارانت في اتجاه مسجد لينوود في كرايست شيرش بنيوزيلندا، كان يطلق النار في وجه كل من يقابله في طريقه، كان الرعب مسيطرًا على جميع المصلين، لكن عبد العزيز قرر مواجهة الإرهابي، ولم يجد أمامه سوى ماكينة بطاقات ائتمان، فأمسكها بيديه وسار بكل شجاعة في اتجاه المسلم صائحاً فيه: “تعال إلى هنا”.

وبحسب شهود عيان والسلطات النيوزليندية فإن ما قام به عبد العزيز (48 عاماً) من مقاومة الإرهابي وإجباره على التوجه إلى سيارته نجح في منع وقوع مزيد من الشهداء  في تلك المجزرة أثناء  صلاة الجمعة.

وقتل تارانت نحو 49 شخصاً، وأصاب العشرات، بعد أن هاجم مسجدين في الحادث الإرهابي وصف بالأعنف في تاريخ نيوزيلندا الحديث.

وقالت الشرطة النيوزيلندية إن الإرهابي قتل 41 شخصاً في مسجد النور، قبل أن يقود سيارته لنحو 5 كيلومترات على طرقات البلدة، ويهاجم مسجد لينوود، حيث قتل 7 آخرين، وتوفي شخص لاحقاً متأثراً بجراحه.

وأكد إمام مسجد لينوود لطيف ألابي أنه لولا تدخل عبدالعزيز لأوقع الإرهابي ضحايا أكثر في المسجد، مضيفاً: “لو دخل الإرهابي المسجد لكان قتلنا جميعاً”.

وأوضح الإمام أنه سمع صوتا خارج المسجد في حوالي الساعة 1:55 بعد الظهر، فتوقف عن الصلاة حيث كان يؤم المصلين، ونظر من النافذة. ورأى رجلا يرتدي ملابس سوداء عسكرية وخوذة ويحمل بندقية كبيرة، وافترض أنه شرطي. ثم رأى جثتين وسمع الإرهابي يصيح بألفاظ بذيئة. وقال الإمام إنه أدرك حينها طبيعة الهجوم.

صاح الإمام في المصلين وعددهم أكثر من 80 لينخفضوا، فترددوا، وعندما دوى صوت إحدى الطلقات وتهشمت نافذة وسقطت جثة، بدأ الناس يدركون أن الأمر حقيقي.

وقال ألابي في إشارة الى عبد العزيز: “ثم جاء هذا الأخ. تعقبه وتمكن من التغلب عليه وهذا ما أنقذنا.. بدون ذلك، إذا تمكن الإرهابي من دخول المسجد فمن المحتمل أن يكون قد قتلنا جميعا”.

من جهته، قال عبد العزيز إنه وهو يركض للخارج صارخا كان يأمل في تشتيت انتباه الإرهابي. وقال إن الإرهابي ركض عائدا إلى سيارته للحصول على سلاح آخر، عندها ألقى عبد العزيز آلة بطاقة الائتمان عليه.

وأضاف أنه تمكن من سماع ولديه الصغيرين (11 عاماً و5 أعوام) يحثانه على العودة إلى داخل المسجد.

عاد الإرهابي وأطلق النار، حينها ركض عبد العزيز مناوراً بين السيارات المتوقفة في الممر مما حال دون تمكن الإرهابي من توجيه رصاصة صائبة له، ثم رصد عبد العزيز بندقية تركها الإرهابي وأمسكها ووجهها وإصبعه على الزناد، إلا أنها كانت فارغة من الرصاص.

وقال عبدالعزيز إن الإرهابي جرى عائدا إلى السيارة للمرة الثانية، المرجح ليأتي بسلاح آخر.

وتابع عبد العزيز: “دخل سيارته، فألقيت عليه بندقية ارتطمت على نافذته كالسهم وهشمتها.. تهشم الزجاج الأمامي.. لهذا السبب شعر بالذعر”.

وقال إن الإرهابي كان يشتمه ويصرخ بأنه سوف يقتلهم جميعا، لكنه ابتعد بالسيارة، وقال عزيز إنه طارد السيارة في الشارع حتى إشارة حمراء قبل أن تنعطف وتفر بسرعة.

وتشير مقاطع مصورة على الإنترنت إلى أن شرطيين تمكنوا من إجبار السيارة على الخروج من الطريق وسحب الإرهابي منها بعد فترة وجيزة.

وعبد العزيز هو في الأصل من كابول في أفغانستان، وغادر كلاجئ عندما كان فتى وعاش لأكثر من 25 عاما في أستراليا قبل أن ينتقل إلى نيوزيلندا قبل عامين.

وقال: “زرت العديد من البلدان، وهذه واحدة من البلدان الجميلة”. وكان عبدالعزيز يعتقد دائما أن نيوزيلندا “بلد سلمي”.

وأضاف عبد العزيز أنه لم يشعر بالخوف أو بأي شيء عند مواجهة الإرهابي، قائلاً: “كنت كأنني أتحرك بشكل آلي”.

  من هو البطل عبد العزيز؟

بحسب ما نشره العديد من وسائل الإعلام، فإن أصول عبد العزيز تعود إلى كابل في أفغانستان، وقد غادر بلاده كلاجئ عندما كان صغيراً، وعاش نحو 25 عاماً في أستراليا قبل أن ينتقل إلى نيوزيلندا قبل عامين فقط، وكأن القدر كان يجهز له هذه المهمة.

ومن وجهة نظر عبد العزيز، الذي ظل أبناؤه وعشرات آخرون في المسجد، فإن ما قام به ليس عملًا بطوليًا، مضيفاً أن هذا ما كان سيفعله أي شخص مكانه وقتها.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن إمام مسجد لينوود قوله إن عدد القتلى كان سيكون أعلى بكثير لولا وجود عبد العزيز في المسجد.

ويحكي الإمام اللطيف العلابي أنه سمع صوتاً خارج المسجد في تمام الساعة  1:55ظهراً (بتوقيت نيوزيلندا)، ثم توقف عن الصلاة، ويقول إنه أدرك وقتها أن ما يحدث هو عملية قتل جماعي من قبل إرهابي  مهووس.

طلب الإمام من المصلين الانبطاح أرضاً، بعد أن خرجت إحدى الطلقات وحطمت نافذة بالمسجد، وأضاف: “حينذاك جاء هذا الأخ (في إشارة لعبد العزيز) وتمكن من التغلب على الإرهابي، وهذا ما أنقذنا، لو تمكن الإرهابي  من دخول المسجد،  لقتلنا جميعاً”.

قال عبد عزيز إنه ركض بين السيارات المركونة حتى يمنع الإرهابي  من التصويب بشكل واضح، ثم حمل عبد العزيز بندقية تركها المهاجم وضغط على الزناد، لكن الخزينة كانت فارغة، في هذا الوقت أسرع الإرهابي ناحية سيارته محاولاً الحصول على سلاح آخر.

أكد عبد العزيز أن “الإرهابي دخل سيارته للحصول على سلاح، لكني ألقيت بالبندقية الفارغة على نافذة سيارته فهشمتها، ربما لهذا السبب شعر المسلح بالخوف”.

أخذ المسلح يصرخ قائلاً “سأقتلهم جميعاً (في إشارة للمصلين)، لكن الخوف منعه من ذلك، وقاد سيارته بعيداً، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه.

وصباح السبت 16 مارس، ظهر منفذ المذبحة لوقت قصير أمام المحكمة، رافعًا إشارة مستفزة بيديه، قبل توجيه التهمة إليه بقتل 49 مسلمًا وإصابة عشرات. 

ودخل المتهم تارانت إلى المحكمة تحت إجراءات أمنية مشددة، برفقة 6 حراس من الأمن والشرطة، وكان الحراس يرتدون سترات واقية من الرصاص سوداء. 

وتقول رويترز إن تارانت بدا قصير القامة، وذا جسم ممتلئ، مرتدياً زياً أبيض، مع وشاح أسود حول وسطه، وهو مكبل اليدين، ومع بداية الجلسة أظهر ابتسامة باهتة على وجهه، وأضحت تعابير وجهه محايدة مع استمرار محاكمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى