رياضة

محاولـة صلـح تنتهـي بقتـل

جديد24

لا يمكن الحديث عن المشاكل المرتبطة ب”الترمضينة” دون استحضار مشاهد حقيقية تتكرر فصولها يوميا في دروب وأزقة وشوارع المدن المغربية، وهي الفصول التي يعيش على إيقاعها عدد كبير من الصائمين الذين لا يستطيعون كظم غيظهم وتزجية الوقت “باش ما عطا الله”، وأداء فريضة الصوم بنجاح، ففي انتظار سماع صوت الأذان يصبح كل شيء مستباحا بما فيه روح الإنسان.

فورة الغضب التي تسيطر على أفعال بعض الصائمين والتي يطلق عليها المغاربة “الترمضينة”، تتعدد أسبابها, لكن نتائجها واحدة وهي “دخول عالم الجريمة” من بابه الواسع، حتى لو تعلق الأمر بسبب تافه أو عدم القدرة على مجاراة الخلافات المرتبطة بصراع ما بين اطراف النزاع، وهي الحالة التي تنطبق على جريمة لم تكن في الحسبان العام خلال رمضان الماضي، إذ تحول شاب يبلغ من العمر 23 سنة، إلى قاتل بعد محاولته فض اشتباك بين شخصين.

ويأتي إيقاف المتهم، الذي تحول من فاعل خير إلى مجرم، إثر قتله ابن حيه بدفعه، وهو ما جعله يسقط على رأسه وتتطور الأمور إلى وفاة الهالك بالمستشفى متأثرا بجراحه.

واستغل الجاني وجوده وسط المعركة ليلجأ إلى دفع صديقه وابن حيه قصد إنهاء النزال بينه وبين أحد الأشخاص لتفادي جريمة يمكن أن تقع، قبل أن تأخذ الأمور منحى آخر عكس ما كان يعتقد.

وفي تفاصيل الواقعة، وبينما كانت الأمور تمر بشكل عاد وسط أبناء حي درب غلف الذين كانوا متجمعين لتزجية وقتهم في انتظار اقتراب موعد أذان المغرب ليذهب الكل إلى حال سبيله، أثار انتباههم نشوب خلاف بين شخصين.

وحينما تطور الخلاف إلى عراك بالأيدي وتبادل للضرب، تدخل المتهم لفض النزاع الذي كان يجمع ابن حيه وأحد الأشخاص.

ولأن الأمور خرجت عن السيطرة، وفي محاولة لإصلاح ذات البين، قرر المتهم تتويج مبادرته في إنهاء المعركة باللجوء إلى دفع صديقه لتفادي جريمة يمكن أن تقع، إلا أن الطريقة التي دفع بها ابن حيه، جعلته يقع على رأسه ليسقط الهالك وسط بركة من الدماء.

وحلت الشرطة وسيارة الإسعاف بمسرح الحادث بعد تلقي إخبارية حول الواقعة، ليتم فتح تحقيق في النازلة، فيما تم إيقاف المتهم الذي أيقن أن تسرعه جعله يتحول من فاعل خير إلى متهم.

وبعد إيقاف المتهم، تقرر الاحتفاظ به تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث، الذي تشرف عليه النيابة العامة، وتم فتح بحث في النازلة للكشف عن جميع ملابسات الحادث، بينما تم نقل الضحية إلى المستشفى. ومن سوء حظ المتهم أن ابن حيه توفي بعد أن ساءت حالته إثر تأثره بالجرح الذي أصيب به على رأسه. واعترف الموقوف بدفعه الضحية ليسقط على رأسه، موضحا أنه لم يكن ينوي قتله, بل كان تدخله كان محاولة لإنهاء الاشتباك في إطار إصلاح ذات البين، قبل أن يسقط ابن حيه على رأسه ويقع له نزيف حاد توفي إثره متأثرا بجراحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى