السياسية

النموذج التنموي يقسم الأغلبية الحكومية

جديد24_الرباط

يعيش سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أحلك أيامه، إذ انتقده قادة الأغلبية ووزراء الحكومة بحدة، متهمين إياه بإقصائهم من المساهمة في وضع تصور للنموذج التنموي الجديد، لينضاف إلى عرقلة الدورة الاستثنائية للبرلمان التي دعت لها الحكومة بعدم التصويت على القانون الإطار الخاص بالتعليم، والقصف السياسي الذي يتعرض له من قبل صديقه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق.

و رغم الاستماتة التي أبداها العثماني، وهو يدافع عن حصيلة منتصف ولايته في اجتماع المجلس الحكومي بالرباط، عبر تعداد عشرات المنجزات التي طبقها على أرض الواقع، وفقا لتعليمات ملكية، فإن قادة ووزراء أحزاب الأغلبية انتفضوا في آخر اجتماع لهم، ضد العثماني، متهمين إياه بأنه ” فشل” في أن يحصل على موافقة الأغلبية وكافة الوزراء بوضع تصور لنموذج تنموي جديد، برؤية موحدة للحكومة، لدى الديوان الملكي.

وأضافت المصادر أن قادة ووزراء التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري، اشتكوا سوء تدبير العثماني لتصور الحكومة للنموذج التنموي الجديد، محملين المسؤولية إلى رئيس الحكومة لم يكن منسجما في خطوطه ومضامينه مع الرؤية الملكية التي تتجسد في تسريع وتيرة التصنيع في مختلف المناطق الصناعية بالجهات الاثنتى عشرة، وربط التكوين المهني للشباب بالمهن الواعدة في المجال التكنولوجي.

وانتقد قادة ووزراء الأغلبية، الكيفية التي تعاطى بها العثماني مع موضوع النموذج التنموي الجديد، بمنظور ” حزبي ضيق”، إذ أعد قادة وخبراء العدالة والتنمية، تصورا بتنسيق مع مكتب خبرة أجنبي، وهو ما رفضه قادة الأغلبية في اللجنة التقنية المختصة التي أحدثت لهذه الغاية، والتي فشلت في تحقيق توافق حول بنود ” الأرضية” جراء اختلاف وجهات النظر، ما أدى إلى جمود عملها، كما رفضها الوزراء في اجتماع خاص مع العثماني، لأنه ” غيب” منطق التشاور القبلي.

وأكد مصدر مأذون من رئاسة الحكومة ل” الصباح” أن العثماني أحال فعلا تصور الحكومة للنموذج التنموي على الديوان الملكي، رافضا الإجابة عن أسئلة تهم احتجاج الأغلبية والوزراء وتحضيرهم لشكاية في الموضوع.

وقال وزير في حكومة العثماني، فضل عدم الكشف عن اسمه ل”جديد24”، إن الوزراء وقادة الأغلبية اشتكوا من المنهجية التي اتبعها العثماني، إذ لم يشركهم في إعداد صياغة النموذج التنموي الجديد، بعد أن اصطدم أعضاء اللجنة التقنية في ما بينهم أثناء إعداد أرضية العمل، جراء سوء ” الفهم” حول طريقة الاشتغال، بالتأكيد على ضرورة الابتعاد عن الربط بين وضع تصور نموذج تنموي جديد، وحصيلة كل قطاع حكومي، وبرنامج كل وزير حتى نهاية ولاية الحكومة في 2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى