رياضة

المحامي ع الصمد خشيع يكتب عن أولمبيك خريبكة: سبعة سنوات من الاندحار بميزانية الكبار

جديد24- ذ عبد الصمد خشيع

واهم من يظن أن فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم ، الفريق الذي كان يخيف الكبار بارادة أبناء المدينة ، لم يتدحرج الى القسم الثاني ، بل على العكس من ذلك ، فكل محب للمدينة وكل مولع  ب OCK يرى بأن البقاء في قسم الاحتراف بتلك الصورة المشوهة وبحصيلة النتائج السلبية على امتداد سبعة سنوات، هو سقوط مريع،وتنازل عن مجد تليد وماضي عريق في كرة القدم كان من توقيع أبناء القلعة الفوسفاطية.
كل الفرق التي تتنافس على البطولة في القسم الاحترافي ،قد نستسيغ اخفاقها أو سقوطها أو تعثرها في بعض المحطات ، ايمانا منا بما تمليه لعبة كرة القدم من سياسة، أو ما تتطلبه من امكانيات مادية كبيرة قد لا تسعف هذا الفريق او ذاك ، ولكن بالنسبة لأولمبيك خريبكة فالامر مختلف تماما وبكل المقاييس ،فلا يمكن لنا كجمهور ان نسلم بالرتبة التي حققها ، فأحرى بخروجه من القسم الاحترافي ، ورب قائل يتساءل لماذا ؟ وله نقول الأجوبة كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :

مدينة خريبكة من الله عليها بثروة هائلة في أحشائها من مادة الفوسفاط ، وقد كان من إيجابيات هذا المكسب ان تأسس نادي اولمببك خريبكة سنة1923، أي ما ينيف عن قرن الا أربعة سنوات ، تمكن خلالها الفريق دون غيره من باقي الفرق الوطنية، أن يكون محل ثقة  إدارة الفوسفاط، الإدرة التي وضعت فريق أولمبيك خريبكة على سكة الاحتراف الحقيقي، فكان الفريق يتنافس بنمط احترافي منظم بكل المقاييس ، سواء ما تعلق بالجوانب اللوجستيكة او المالية او الادارية او البشرية ، التي لم تكن تتوفر عليها  باقي الفرق بما فيها فريقي الوداد والرجاء البيضاويين ، وهو ما جعل كل الفرق المنافسة تتعامل مع اولمبيك خريبكة بشراسةوحرص كبيرين ، وكانوا يغبطون هذا الفريق على نعمة اسمها -الاحتراف المبطن – والانضباط المحكم والتنظيم الجيد الذي كانت تشرف عليه ادارة المكتب الشريف للفوفساط.

والآن سقطت مهابة الفريق ،وتبخرت احلامه ، ودمعت أعين جماهيره التواقة الى المجد الكروي ، بسبب الانتكاسة الكبيرة التي هزت أركانه على امتداد سبعة سنوات من الاندحار مع انه يسير بميزانية الكبار ، حيث تضطر مكاتب التسيير ومعها الاطر التقنية الى البحث عن تنفس اصطناعي لانقاذه من الموت المحقق ، من هو هذا الفريق الذي ظل يصارع موته لمدة 7سنوات كاملة ، مع انه يملك من الامكانيات ما بجعله في مصاف الفرق الوطنيه التي تفوز بالبطولات وتنافس على المستوى القاري بأريحية ، انه فريق اولمبيك خريبكة ،فريق -بغيتي -وسيبوس -وحرشي – وحنصل -وفدادي- وحبابي -وطوم زين – وعبد الصمد وراد -واللائحة طويلة… لا تسعف في ذكر كل من صنع تاريخ سنبلة هذا الفريق بماء من ذهب.

كيف استطاعت السياسة الماكرة لادارة الفوسفاط، ان تتخلص من كل الالتزامات التي كانت تشكل المنقذ لأبناء هذه المدينة العزلاء ، وتمكنت من التحلل من الارتباطات المتعلقة بالقطاعات المكلفة والحيوية للطبقة العمالية كالصحة والتشغيل المباشر ، وكان اخرها كرة القدم و أولمبيك خريبكة بحيث أرغمت مكاتب التسيير على توقيع عقود بشروط مذلة ، تكشف وكأن الفوسفاط ملك لدولة اجنبية وليس للمغرب ، أو لمدينة خريبكة، امام صمت الجميع، الصمت الذي قد يتحول إلى تهليل بعض المحسوبين على مسؤولية الفريق بالعقد الجديد ، عقد فك الارتباط بالفريق بينه وبين إدارة المكتب الشريف للفوسفاط.
اليوم نندب حظنا على ما آلت اليه أمور الفريق الذي كنا نستأنس بذكر مدينته في العالم الرياضي ” طبعا امام الحصار الاعلامي الذي كانت تعرفه مدينة خريبكة ” ، لكن في الغذ سنلطم خدنا على ضياع فريق بأكمله عندما نجده يستجدي من يأخد بيد ابنائه لانهاء موسم من المواسم الاحترافية للبطولة ، لا لشيء ، سوى اننا لذنا بالصمت عندما شاهدنا النادي يذبح من الوريد الى الوريد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى