حول العالمسلايدر

صادم : غائب يعود إلى الحياة بعد أن شيعوا جنازته ودفنوا شبيهه

وأنت تتابع الأخبار، وتبحث عنها في دروب الحياة، وفي العالم كما في الوطن، وبين ثنايا الكلمات والسطور والصور والفيديوهات ومن مصادر الخبر مؤسسات أو وكالات أو أشخاص.. قد تصادف خبرا غريبا، وأحيانا يكون أغرب من الغرابة لما تحيط به من ظروف وملابسات..

فقبل أربعة أيام -يحكي لي مصدر مقرب-، غاب رجل (عرف في مسجد حيِّه بلطفه وسلامه ومصافحته للجميع) بمنطقة الكاموني شرق مدينة سلا، وفي نفس اليوم وقعت حادثة سير مميتة.. شاحنة دهست رجلا فأردته قتيلا بذات المنطقة..

مرّ اليوم الأول ولم يعد الرجل إلى بيته، وبدأ الشك يدخل أفراد عائلته من إخوته ومعارفه، وبدأوا يتساءلون هل هو الرجل الذي تعرض للحادثة المميتة؟

بعد أن أبلغوا السلطات المحلية بغياب الرجل والشك في كونه قد يكون الميت الذي دهسته الشاحنة، جاء أحد إخوته -الذي يعاني من ضعف في البصر-، واطلع على جثة الهالك -رحمه الله-، فقال نعم، هذا أخي.

بعد ذلك تمت إجراءات تسليم الجثة لأهلها، وقامت العائلة أمس الأربعاء بتجهيز الميت وتشييعه ودفنه.. كما أعدوا “عشاء الميت” على عادة أغلب المغاربة، مع مخالفة ذلك للسنة.

وفي سياق آخر، جاء سائق الشاحنة عند إخوة الغائب-الميت، وطلب منهم التنازل له، عن المتابعة القضائية بتهمة القتل في حادثة سير.. وقد فعلوا ذلك كما أكد لي المصدر الصديق.

وفي الوقت الذي نصبوا فيه خيمة في زقاقهم، والناس مجتمعون من أهل وأحباب وجيران ومعارف، وبينما يذكرون جميل صفات الرجل، ويترحمون عليه، وبعض “الطُلبة” يقرأون القرآن، والجو جنائزي كما هو معروف في ليلة عشاء الميت في المغرب؛ إذ بالغائب يدخل على الجميع مفاجئا لهم، ومتسائلا عما هو عندهم؟ وسبب اجتماعهم؟

وهنا كانت المفاجأة والصدمة التي يختلط فيها الحزن بالفرح..

نعم، أخوهم لا يزال حيا، وكان غائبا لذهابه لمكان ما دون إخبارهم بذلك، وأما الميت الذي جهزوه ودفنوه على أنه أخوهم، فهو شخص غريب عنهم، وهو ما يستدعي من السلطات إعادة البحث عن أهله والتعرف على هويته ومن يكون؟ وقد يستدعي ذلك إخراج جثته من القبر.

غائبنا الذي شيعت جنازته، عاد إلى بيت أسرته، وأكل معهم عشاء جنازته التي رتبت بالخطأ، بعد أن أخطأ أخوه الذي يعاني من ضعف في نظره في تحديد هويته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى