سلايدرقضايا وحوادث

يوميات وزير في الحجر الصحي المنزلي

كشف وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر اعمارة، من مقر إقامته “الإجباري” بالرباط، أن وضعه الصحي عادي، وليست هناك أعراض مقلقة، فصداع الرأس خف كثيرا، فقط بعض السعال بين الفينة والأخرى، أما حرارة جسمه فيراقبها بشكل منتظم عدة مرات في اليوم، وأن صحته تتحسن يوما بعد يوم.

وقال الوزير اعمارة، الذي دخل الحجر الصحي المنزلي يوم 15 مارس 2020، بعد أن تأكدت إصابته بفيروس كورونا المستجد، في حوار له مع “الجزيرة نت”، إنه كان حريصا على الانضباط لقواعد السلامة الصحية، ولكن رغم كل ذلك قدر له الله أن يصاب بهذه العدوى، وهو في هذا مؤمن بقضاء الله وقدره؛ أما تحديد مكان أو زمن التقاطه للعدوى فهو مما يستحيل التكهن به. ولأن الأعراض التي أصابته كانت بسيطة، فقد اقتضى نظر الأطباء المختصين أن يمكث بالبيت لمدة لا تقل عن 14 يوما، دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى، وأوصوه بالالتزام بالقواعد الصحية الأساسية وتناول الدواء لتفادي أي مضاعفات، كما اقتضى نظر الأطباء أيضا أن تمكث زوجته وابنهما معه بالبيت، لكن بشكل منعزل.

أما عن برنامجه اليومي الذي يقضيه في الحجر، فعادة ما “أعود إلى النوم بعد أن أداء صلاة الفجر، لأن أخذ نصيب من الراحة مطلوب لمساعدة الجسم على مقاومة الفيروس، وبعد ذلك هناك موعد راتب لا يمكنه مخالفته من الساعة 9:30 صباحا إلى العاشرة”، حيث يتواصل فيه مع والديه اللذين يعيشان في مدينة وجدة، ليطمئنا على حالته الصحية.. وطبعا يسعى دوما إلى رضاهما، وهما أيضا لا يهنأ لهما بال في بداية اليوم قبل أن يسمعا صوته ويطمئنا على صحته.

ويضيف الوزير أنه بعد إفطار سريع، يشرع في الاشتغال عن بعد، عموما عن طريق الهاتف والواتساب والبريد الإلكتروني وكذلك بتقنية الفيديو كونفرانس، حيث يتواصل مع الكاتب العام للوزارة ورئيس الديوان والمديرين العامين ومديري المؤسسات والهيئات العمومية التي يتراس مجالسها الإدارية، أي حوالي 25 مؤسسة، بحكم تبعيتها للوزارة، مثل المكتب الوطني للسكك الحديدية، وشركة الطرق السيارة بالمغرب، وشركة الموانئ وغيرها.

أما بالنسبة للتوقيعات، فكل ما ليس ضروريا يقوم به مساعديه بعد أن اعطى تعليماته، بالطبع أهم القرارات مرتبطة بالوضعية الاستثنائية التي يعيشها بلدنا والعالم من حولنا، تهم أساسا تنقل الأفراد، نقل مواد التموين، اشتغال الموانئ في ظروف حسنة لأهميتها للاقتصاد الوطني، الإجراءات الاحترازية لمختلف العاملين أو المراجعين الذين يحتاجون عددا من الوثائق الرسمية من الوزارة.

بعد ذلك يتناول وجبة الغذاء ولو في وقت المتأخر، وهو ما ليس من عادته في الأحوال العادية، ثم يبدأ حصص قراءة القرآن الكريم ومطالعة الجرائد ومتابعة بعض القنوات التلفزيونية العالمية، والرد على مكالمات الأصدقاء والزملاء والأحباب وعموم المواطنين الذين لم تنقطع مكالماتهم، طبعا غير تلك التي تتوصل بها زوجته، محاولا بذلك جهد المستطاع الرد على بعض الرسائل على صفحته الرسمية في فيسبوك.

وفي المساء يكون له موعد آخر على الساعة التاسعة ليلا لمتابعة الأخبار على القنوات التلفزية المغربية، خاصة ما يهم تطور الحالة الوبائية ببلادنا، كما تجمعه كذلك جلسة عائلية مع زوجته وابنيهما، بالطبع مع اتخاذ كل الاحتياطات الوقائية الضرورية، خاصة المسافة الآمنة التي أوصى بها الأطباء، وينضم إليهم أبناؤه الآخرون وزوجة ابنه، وذلك عبر الواتساب.

قبل أن يختم برنامجه اليومي بمتابعة بعض الأشرطة الوثائقية العلمية التي لم تسنح له الفرصة لمشاهدتها من قبل، ويحرص على أن تكون مواضيعها بعيدة عن جائحة كورونا، ثم يخلد للنوم حوالي منتصف الليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى