جديد24سلايدرمجتمع

نداء إلى المسؤولين في مدينة بني ملال.

المصطفى سنگي

هل قدرُ مدينة بني ملال أن تظل منذ عقود ملاذا للمتشردين وذوي العاهات العقلية والنفسية؟ من منا لا تصدمه مشاهد تنفطر من بشاعتها القلوب، وتتقزز من اهوالها النفوس، وكيف لا تنفطر القلوب وتتقزز النفوس من مشاهدة “كائنات” بشرية شبه عارية، وأحيانا عارية تماما تتجول وسط الشارع الرئيس في المدينة ذهابا وإيابا في تحد صارخ لضمائرنا جميعا، حيث توضع مروءاتنا وقيمنا على المحك؛ تحد وامتحان رسبنا فيه جميعا، فبدل المسارعة لحفظ ما بقي من آدمية هؤلاء المساكين ضحايا منظومة مجتمعية مفلسة، لم تعتبر الصحة النفسية قبل البدنية لهم أولوية، فهم أقل خطرا من أي ظاهرة، ما داموا يعيشون شاردين في عوالم معاناتهم، بدل المسارعة لحفظ ما بقي من كرامتهم المهدورة أخذنا نتعايش مع وجودهم في الشارع العام وكأنهم كائنات فضائية. ترى أين المجتمع المدني الذي لا يفوت بعض مكوناته فرصة لتسويق حضوره في الحياة العامة واستجداء “الشرعية” بوابل من “الجيمات” في وسائل التواصل الاجتماعي؟ وبعده أين المجالس المنتخبة التي لا تكاد تخلو مسافة في الشارع العام من سيارة تحمل جيما احمر؟ وأين مختلف السلطات المحلية والأمنية والفضاءات العامة مثقلة بوجوده؟ أليس في هؤلاء مسؤول رشيد يُشفق لحال هؤلاء الضحايا، قبل أن يشفق على مشاعر المارة وتقززها من هيئاتهم المؤلمة المقرفة؟ في انتظار أن يتحرك المسؤولون من موقع مسؤولياتهم لتصحيح هذا الوضع الذي لا يرضونه – أكيد – لأنفسهم ولا لأطفالهم، نسأل الله أن العفو والعافية لهؤلاء المُبتلين، ولمدينة بني ملال أن يجود عليها بمن يسوس أمورها ويرعى مصالح ساكنتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى