المصطفى أبو الخير: الخطاب الملكي بين رسائل التنمية ونداء الجوار – مغرب لا يقبل “السرعتين”

جديد24_عادل نويتي
في قراءته للخطاب الملكي السامي، يرى الصحافي وعضو مجلس جهة بني ملال خنيفرة، المصطفى أبو الخير، أن العاهل المغربي قد رسم معالم مشروع استراتيجي متكامل، تتداخل فيه الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية والديبلوماسية، ضمن رؤية تستشرف مستقبل المغرب وتضعه في قلب التحولات الإقليمية والدولية.
أولوية اقتصادية بطابع سيادي.
يؤكد أبو الخير أن الخطاب حمل في افتتاحيته بعداً اقتصادياً قوياً، حيث أشار جلالة الملك إلى أن “الحروب القادمة هي حروب اقتصادية”، في إحالة واضحة إلى التحديات التي تحيط بالعالم، وضرورة تأهيل المغرب ليكون فاعلاً اقتصادياً مؤثراً.
واستحضر في هذا السياق أوراش البنية التحتية الكبرى كـ”تي جي في” واستعدادات المملكة لإحتضان تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، والتي تجعل من المغرب واجهة اقتصادية وسياحية إقليمية وعالمية.
دولة إجتماعية لا تترك أحداً خلفها.
ورغم هذه الدينامية الاقتصادية المتسارعة، يلفت ابو الخير إلى أن الخطاب لم يغفل البعد الاجتماعي، بل شدد على ضرورة الموازنة بين الطموح الإقتصادي والعدالة المجالية، فالدولة الإجتماعية، كما أكد جلالة الملك، لا يمكن أن تتغافل عن مناطق ما تزال تعاني الهشاشة أو ضعف البنيات الأساسية. وهنا جاءت الرسالة الملكية حازمة: “لا يمكن للبلد أن يسير بسرعتين”.
دعوة صريحة للجوار… وتحذير ضمني
يرى أبو الخير أن الخطاب أعاد التأكيد على اليد الممدودة للجزائر، في دعوة متكررة لتجاوز منطق العداء وبناء تكتل إقليمي قوي، كما يحصل في تكتلات آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية. المغرب، بحسب الخطاب، لا يسعى إلى الهيمنة بل إلى تكامل تنموي يعود بالنفع على الجميع، خصوصاً وأن المنطقة المغاربية تزخر بواجهات بحرية ومقدرات اقتصادية لا يستهان بها.
إصلاح سياسي مواكب
وفي الشق السياسي، نبّه الخطاب الملكي إلى أهمية الانتخابات المقبلة التي من شأنها أن تفرز حكومة قوية ونخباً مؤهلة، تكون في مستوى المرحلة وتحدياتها. وهنا يشير أبو الخير إلى أن الملك دعا، ضمناً، إلى تجديد النخب وربط المسؤولية بالمحاسبة، تماشياً مع روح الدستور ومتطلبات المرحلة.
في الختام.
بالنسبة للصحافي وعضو مجلس الجهة، المصطفى أبو الخير، فإن الخطاب الملكي جاء كرسالة متعددة الأبعاد، ترجمت طموحاً وطنياً لا يقبل التردد ولا التفاوت، بل يسعى إلى مغرب موحّد في المسار، متجانس في السرعة، متوازن في التنمية، ومنفتح على محيطه الإقليمي برؤية عقلانية ومسؤولة.