لا تنشر هنا

مدينـة خريبكـة وخُطـى التَغييـر

جديد24- ذ.عبد الصمد خشيع

لاشك أن رصد المعاناة التي كانت تعيشها مدينة خريبكة على مستويات عديدة ، صاحبتها عدة انتقادات لاذعة من مختلف مكونات المجتمعين المدني والسياسي ، لم تكن عبثية ، ولم تكن وليدة لتمثل خاطىء ، بل والكارثي لعناصر التخلف والتحجر والانسداد والانغلاق والمخزنة ، ويتعلق الامر بتجربة العامل السابق – ع- ش -الذي انتهى بعد 8 سنوات بالفشل الذريع الذي تسبب في تعطيل مشاريع عديدة و كبد اصحابها خسارات كبرى ، دعت عددا منهم الى مغادرة المدينة ، وآخرين تسببت في سجنهم وهناك من ظل يندب حظه ويفترس اصابعه ، حتى اناخ الحزن  على كل المدينة وتملك شوارعها ، وجعلها أشبه (بالأرض الخراب ) التي تناولها طوماس اليوت في شعره.

لقد تناسل تعيين العمال وفق ظهير 1977 بتعيين عدد كبير منهم على اقليم خريبكة، بدءا من العامل حمدي ودخيسي وشوقي وبن الذهيبة والبجيوي وصبري والشاذلي انتهاءا بالسيد العامل الشنوري ، من أجل خدمة الاقليم وفق مبدأ الفعالية ، لكن للاسف كانت تتخلها منعرجات مرتبطة ببعض العقليات المتحجرة المسكونة بالمخزنة والمظاهر الكذابة والافراط في الشكليات التي لاتزيد المواطن الا حقدا ونفورا وتذمرا ، مصحوبا بلعن السلطة ومن يدور في فلكها، وما تلك الشكليات المبالغ فيها التي كان يتحلى بها العامل السابق ، إلا وسيلة لتغطية مكامن الضعف والكسل والعجز الذريع في تنزيل مشاريع المدينة ، التي ظلت قراراتها في رفوف المكاتب لستة سنوات كاملة ، حولت المدينة الى حزن أناخ كل ازقتها وشوارعها ٠

الآن بقدوم العامل الجديد تنفست المدينة الصعداء ، وتحررت كثير من القطاعات الحيوية من جملتها الوعاء العقاري كأحد اهم ركائز التنمية بمدينة خريبكة ، ويكاد يكون بوابة الانفراج المبحوث عنه منذ زمان ، وهي مؤشرات ايجابية لرجل يطبع اسلوبه الحوار ، كمدخل للحكامة في تدبير المؤسسات بشكل عقلاني وآراء حصيفة ، وجرأة في اتخاذ القرار في معمعان الأحداث ٠

مدينة خريبكة تملك منجما ينتج مادة الفوسفاط ، كمادة حيوية ومطلوبة في كل القطاعات ، وهي موضوع تلهف للعالم الاقتصادي ، ويجعلها في قائمة صادرات المغرب ، وأحد ركائز الميزان التجاري ، ولكن لم تستطع العقليات المتحجرة في مراكز القرار ، أن تحول هذه المكاسب الطبيعية الى قوة خلاقة ورافعة للتنمية للاقليم ، بتشجيع الاستثمار المحلي وفتح سوق الشغل للتخفيف من البطالة ٠

من العسر ان ننتصب هنا ، مادحًا للسيد العامل الجديد ، ولكن من واجب كل متتبع أو مثقف او غيور أن يسعى إلى تدليل الصعاب لكل من آنس منه عملا ايجابيا ، او سياسة تثوي على حكامة فاعلة لرجل استثنائي بكل المقاييس، قد تشكل تجربته الادارية كعامل بالمدينة طفرة نوعية وتحولا ايجابيا ،يعيد للمدينة مكانتها الطبيعية اقليميا وجهويا ، بتظافر الجهود وإخلاص النية للعمل الجاد ، بغية الارتقاء بهذا الاقليم او التخفيف من معاناة كانت بفعل العقليات المتحجرة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رغم ذلك. تبقى المدينة غارة في التسيب و البلطجة و خير دليل ما يسمى بالفرشات و بائعي الخضر و الفواكه في شارع مولاي اسماعيل. رغم تعهد السيد العامل بتواريخ ضلت حبيسة الاوراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى