
جديد24_عادل نويتي
قال نائب رئيس مجلس النواب، محمد غياث، إن خطاب العرش، الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين، يجسد بعمق التحام العرش بالشعب، ويكرّس استمرارية المشروع التنموي المغربي الذي يجعل من المواطن محوراً مركزياً في السياسات العمومية.
وأضاف غياث أن الخطاب الملكي لم يكن مجرد لحظة احتفالية، بل شكل مناسبة لتقديم حصيلة واقعية لمسار تنموي وطني متماسك، نجح في الصمود رغم تداعيات الجفاف وتقلبات الاقتصاد العالمي. فقد واصل الاقتصاد الوطني تحقيق نسب نمو منتظمة، بالتوازي مع تراجع معدل الفقر متعدد الأبعاد، الذي انخفض من 11,9% سنة 2014 إلى 6,8% سنة 2024، في دلالة واضحة على فاعلية البرامج الاجتماعية والاستثمارية التي اعتمدتها الدولة.
كما أكد غياث أن انتقال المغرب إلى فئة الدول ذات التنمية البشرية العالية، حسب المؤشر الأممي المعتمد، يمثل ثمرة إصلاحات هيكلية شملت قطاعات حيوية، في طليعتها الصناعة، حيث شهدت المملكة نهضة صناعية نوعية تُرجمت إلى تضاعف صادراتها، خصوصاً في مجالات السيارات والطيران والطاقات المتجددة.
وفي سياق تعزيز السيادة الاستراتيجية، توقف الخطاب عند المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة في مجالات الأمن المائي والغذائي والسيادة الطاقية، بالإضافة إلى تمديد خط القطار فائق السرعة نحو مراكش، وهي مشاريع تترجم رؤية ملكية استباقية تستشرف المستقبل.
وأشار غياث إلى أن هذه الدينامية الاقتصادية رافقتها حركية استثمارية قوية، ما رسّخ موقع المغرب كفاعل اقتصادي دولي، وجعل منه وجهة مفضلة لرؤوس الأموال الأجنبية، لما يوفره من استقرار سياسي، وبنيات تحتية متطورة، وإرادة سياسية واضحة.
وختم غياث تصريحه بالتأكيد على أن خطاب العرش لهذه السنة لا يعكس فقط الإنجازات المحققة، بل يرسم معالم مرحلة جديدة من الإصلاح والبناء، تتطلب تعبئة جماعية، والتزامًا مؤسساتيًا وشعبيًا لترجمة الرؤية الملكية إلى واقع ملموس على الأرض.