في غفلة من ضميرهم انسلت جماعة من المندسين لتسطو على واحد من معالم خريبكة الثقافية، التى لها إشعاع وطني، أفريقي وعربي دون تزكية من قبيلة المثقفين بالمدينة، وبدون خلفيات وتراكمات إبداعية في أجناس المعرفة، واصبحوا مثل أولئك المدراء الذين يدعون الاحترافية في تدبير الفعل الثقافي بتأبطهم محفظات بدل مقرات معروفة…هدفهم تنظيم الملتقيات الثقافية ظاهريا والتحايل على المال العام بمكر وجشع…ومن خلال شعارات تدغدغ مشاعر الناس…
وإذا كان الرأي العام بالمدينة له موقف مسبق مما حدث ويحدث بإسم الثقافة التي تحولت لريع له أشكال وأبعاد متعددة، إلا أنها كلها تصب في خروج الحدث الثقافي بالمدينة عما وضع له الفاعلون السابقون…
صحيح أن معظم أعضاء المؤسسة زملاء نحترمهم، لكن الاختلاف في الرؤى مسؤولية ضمير لايمكن إطلاقا السكوت عنها لما آل إليه المهرجان، ويتذكرون ذات سنة خلت عندما همشوا كفاعلين نشيطين في النادي السينمائي..وكيف واجه إعلام خريبكة من أرادوا ممارسة التهميش والحكرة التي تعرضوا لها، وكيف أصبح النادي السينمائي عنصرا رئيسيا في سلطة القرار والتدبير..انطلاقا من مرجعيتة التاريخية كمؤسس للمهرجان بمعية الجامعة الوطنية، التي للأسف عمل الصايل أمام صمت الجميع بخريبكة على إبعاد العديد من أطرها الجادة والمبدعة نقدا وتأطيرا وتنظيرا، ووضع بدلهم حمالة ثقافة مقابل متاع قليل كريع وسفريات…مهرجان خريبكة السينمائي ومهرجان عبيدات الرمى..محطتان بارزتان لتسويق خريبكة الثقافية…وأحد ركائز إبداعها المحلي..
للأسف ما يتعمد البعض تجاهله…كون منظومة الجهوية المتقدمة…كانت خريبكة من روادها الأوائل في المجال الثقافي بتنظيم أول ملتقى وطني وأفريقي للسينما 1977 …وتوقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع العديد من الدول الافريقية والعربية…بدل تحولها إلى وكر لممارسات بعيدة عن الثقافة…بتزكية من حمالة الثقافة..
فترة السبعينيات…تاريخ ولادة الملتقى هي أيضا تاريخ الولادة الحقيقي للسينما المغربية…في وقت لم تكن الدولة تقدم ولو سنتيما لقطاع السينما…
أسماء كثيرة للأسف غادرت بشرف…بعدما شعرت بالحيف..وانحرف المهرجان عن غاياته….هؤلاءكانوا فاعلين بالنادي السينمائي، كالمرصاوي، الطاهوري، الطويل، بنيعقوب، أشقرا، جليل..وغيرهم …وأعتذر إن غابت عني أسماء أخرى
وعي مثقفي خريبكة لم يكن أبدا بما هو عليه اليوم مهرجان خريبكة، بل كان وعيا اقترن بثقافة الصورة كآلية لتسويق النضال الثقافي والنقابي والسياسي…والدليل كون النادي السينمائي كان طرفا أساسيا في ميلاد الملتقى، وميلاد الجامعةالوطنية للأندية السينمائية دجنبر 1972 إلى جانب اندية اخرى مكان الاتحاد المغربي للأندية السينمائية..ثم جامعة الأندية…
ملتقى خريبكة …للتذكير هو ثاني ملتقى سينمائي افريقي بعد ملتقى قرطاج قبل أن تتناسل باقي المهرجانات. ..التي حققت بفضل الحكامة والتشاركية إشعاعا وتطورا..عكس خريبكة التي تراجعت نتيجة التسيير الفردي وإقصاء الآخر..وخلق صراعات مع جهات أخرى انعكست على مسار المهرجان…
هل يعرف السيد الصايل ومعه زينون..وحمالة الثقافة..هؤلاء الذين سبق له عندما كان مسؤولا عن المركز السينمائي أن وقع على دعم أفلام شاركوا فيها؟؟
الطلبي، النحلة، الاخويين أكريديس، تبروري، كمال، تمود، حزاز، واكين، لوديلي،العاشيري، سيافي، وأسماء أخرى..
هؤلاء مبدعون منهم من يتوفر على بطاقة الفنان ومع ذلك مبعدون
آخر الكلام…
بلدية خريبكة مطالبة باسترجاع مقر سينما الصايل..أو تخصيص مقرات لكل جمعيات المدينة..وعلى الداعمين..الفوسفاط والجهة..وجهات أخرى مراجعة طريقة صرف المال العام الذي يوزع كريع لحمالة ثقافة الخشب والمنظمين والمقاولين من خارج المدينة..