صَحافةُ هَتْكِ الأعْراضِ…مِن السُّلْطةِ الرِّابعةِ إلى خدمة الجهة الدّافعةِ
نورالدين ثلاج-جديد24
أصيبت بعض المواقع الإلكترونية بالتخمة، جراء إفراطها في تناول لحوم الأفراد والاسترزاق من الخوض في أعراض السياسيين، الفنانين، الرياضيين، باحثة عن “البوز” أو تسليم رقبتها لمن يدفع مقابل الخوض في عرض المنافس، بدل التنافس معه بسلاح العمل والتواجد في الساحة سواء السياسية، أو الفنية أو الرياضية أو الأدبية، حيث انسلخت بعض الجرائد من جلد السلطة الرابعة وتحولت لمقاولة في خدمة الجهة الدافعة، أو سعيها الحثيث وراء هاجس رفع نسبة الزوار ولو على حساب أخلاقيات المهنة، ومدى تقيد مدراء النشر بمسافة الحياد.
مناسبة القول هي تعمد بعض المنابر “فبركة” صور لشخصيات سياسية وادعائها أنها الحقيقة المطلقة بغرض التشهير والطعن في الأعراض، وتتبع عورات الشخصيات السياسية أو غيرها، واقتحام حميميتها، وذلك بدعوى مناقضة حياتها الخاصة لما تظهر عليه أمام الرأي العام، وهو ما يجعل تلك المنابر ومعها أخلاقيات المهنة والقائمين على تنزيل قانون الصحافة والنشر الجديد في موقف تساؤل أمام الرأي العام، ومدى حرصهم على تفعيل العقوبات التأديبية والزجرية في حق كل من يتطاول على الحياة الخاصة للأفراد سواء عموميين أو عاديين.
فعوض مساءلة المسؤول عن إنجازاته، وكشف أخطائه المرتبطة بمسؤوليته التي يتقاضى عليها أجرا من أموال دافعي الضرائب، وكذا اقتراح البدائل والحلول لحماية المال العام من جهة وخدمة المواطن من جهة أخرى، ابتلينا بصحافة تهتك الأعراض وتخترق الحياة الخاصة بدون حسيب أو رقيب، وتنشر صورا سواء حقيقية أو مفبركة، الغرض منها التشهير، أو الابتزاز وتركيع الشخصية المستهدفة، وهو ما وقع للقيادية في حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين، وقبلها سعيد الصنهاجي، أو الشاب الذي قيل عنه إنه “مثلي مراكش”…وغيرهم، وذلك بعدما سمح مدراء نشر تلك المواقع بترويج صور لهؤلاء في أوضاع مخلة بالأداب وخادشة للحياء العام، مما ساهم في تكوين صورة سوداوية على الصحافة الإلكترونية .
هذه السلوكات التي سماها البعض بصحافة “الزنقة” والسخافة، لا تعدو إلا أن تكون معزولة، لكن تحتاج إلى تدخل المجلس الوطني للصحافة للضرب بيد من حديد على تلك المنابر، مع تحريك المتابعات القضائية لحماية حياة الأفراد، وتشجيع الصحافة الجادة المواطنة، الساعية إلى تنوير الرأي العام وتثقيفه، وحثه على التمتع بحقوقه والالتزام بتأدية واجباته تجاه وطنه، والمساهمة في بنائه بأفكار وحلول.
تسعى المواقع الالكترونية الصفراء بالتعاطي لمواضيع تافهة استغرب نشرها لانها لا تعبر عن اية اهداف محددة كما تركز على الفضائح لاشخاص عاديين والغريب هو ارتفاع المتابعات لها فهل المواطن المغربي المتلقي مدمن على مشاهدة الفضائح ام هناك امور تدفعه لكي لا يفرق بين الغث والسمين اما التشهير باشخاص فهو ممنوع قانونيا ويجب معاقبة المواقع التي تتجه هذه الوجهة وهي مواقع تعتمد على الصورة والصوت دون جهد من اصحابها