لا تنشر هنا

السِّرُّ وراء تكليف أخشيشن والحموتي بمنصبي المسؤولية داخل الأصالة والمعاصرة

أمكار عصام-جديد24

قبل أسابيع قليلة انعقد اجتماع المكتبين السياسي والفدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي تم تتويجه بتوافق شامل بين مختلف الحساسيات والتيارات داخل الحزب، إذ سبق هذا الاجتماع حرب كبيرة كانت ساحاتها المواقع الإعلامية والإخبارية وأيضا مواقع التواصل الاجتماعي، استعمل فيها  التراشق وتوجيه الاتهامات واللوم أبرز ما ميز المرحلة.

لن أدخل في تفاصيل الصراع، فقد كتبت ذلك في مرات سابقة، لكن الآن يجب أن نبحث في دلالات تكليف أحمد أخشيشن بنيابة الأمين العام للحزب ، وتكليف الرجل القوي جدا داخل أحد أقوى التيارات انتخابيا وسياسيا وهو التيار الريفي محمد الحموتي برئاسة المكتب الفدرالي .

القصة تعود إلى ما قبل ثلاثة أشهر تقريبا، أي بعد انتخاب حكيم بنشماش لرئاسة الغرفة الثانية حيث تشكل تحالف قوي داخل البام ضد حكيم بنشماش والعربي لمحرشي، يتكون من رؤساء الجهات، بالإضافة لفاطمة المنصوري ووهبي الذين أصبحوا يطالبون برأس بنشماش على لسان وهبي وبمبررات جد واهية، وكما يقول المثل “الحمية تتغلب السبع”، وأمام هذا الوضع الصعب جدا كان على حكيم  بن شماس أن يتحرك ويفكر ويتخذ قرارات لكي يخرج من النفق المظلم ومن الوضع الصعب الذي كان يعيشه الحزب ، فتم اتخاذ قرار تكليف اخشيشن باعتباره رئيس جهة أولا وأحد مؤسسي حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس حركة لكل الديمقراطيين، لقطع الطريق أمام تحالف رؤساء الجهات، وكذا لضبط جهة مراكش ٱسفي ومنتخبيها ولما تمثل هاته الجهة من رمزية داخل الجهات المعلومة في الدولة .

إخراج الحزب من مرحلة البلوكاج وإنجاح مرحلة تسيير حكيم بنشماش إلى حين المؤتمر الوطني ريثما يتم التهييئ لمرحلة جديدة سيتم الكشف عنها مع الأيام المقبلة.

التمهيد لعودة حكيم بنشماش إلى القيادة بتوافق شامل وبدعم كبير، رغم أن حكيم بنشماس نفسه لا يرغب في العودة لقيادة الحزب .

تكليف الحموتي برئاسة المكتب الفدرالي هو دعم مباشر وصريح لتيار الريف انتخابيا،  لإعادة الثقة لتابعيهم والتأكيد على أن الرهان كبير عليهم رغم رحيل إلياس العماري عن المشهد، وذلك لكون الحموتي والعربي لمحرشي قادرين على إحراز مقاعد مهمة بجهة الشمال من خلال علاقاتهما القوية والنافذة خصوصا بالشاون ووزان والعرائش وتطوان والحسيمة والدريوش والناظور، مما يؤكد على أن البام قادر على إحراز مقاعد مهمة وبإمكانيات خاصة وذاتية لأن الرهان القادم هو دخول البام لتسيير الحكومة وبحقائب سيادية مهمة.

والرسالة المضمرة في هاذين التكليفين هو إعطاء رسالة لبعض المنتخبين والبرلمانيين، الذين ينتظرون الفرصة للمغادرة وينسقون حاليا مع أحزاب أخرى، هي أن البام مازالت له أدواره الطلائعية الكبيرة التي سيلعبها، وأن حكيم بنشماش ليس كركوزا أو دمية يلعب بها أي كان، فالرجل له اتصالاته النافذة ويعرف أين يسير رغم بعض الصعوبات والعراقيل التي تعترضه ،ومن يتابع المشهد بدقة سيفهم بأن إعادة إنتخابه بمجلس المستشارين ونجاحه الكاسح مؤخرا لم يكن بمحض الصدفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى