السياسية

جماهري في مؤانسات بني ملال ..ستكون لنا صحافة قوية ومستقلة عندما تكون لنا قوة واستقلالية القضاء والبرلمان والحكومة

جديد24- ح . المرتادي / م. الإدريسي

قال عبد الحميد جماهري إن « الإعلام شهد في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي صراعا أساسيا في تدبير الانتقال، كما عرفت المرحلة مواسم ساخنة في المشهد الإعلامي، الذي هو امتداد للصراع السياسي، وهو ما أدى إلى تبلور السلطة الرابعة بعد مرحلة التناوب عندما تم التنازل شيئا ما عن الإعلام العمومي ببروز المهنية والاحترافية في تأسيس المسلك المهني ..» ..
وأضاف جماهري، مدير النشر والتحرير بجريدة الاتحاد الاشتراكي الذي كان في ضيافة المنتدى الجهوي للشباب الفاعل ببني ملال ضمن الدورة الثانية لـ» مؤانسات المنتدى « في موضوع الشباب والسلطة الرابعة مساء السبت الماضي: « أن الإعلام انتقل بسرعة متراكمة، من النواة الأولى إلى الكينونة بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، وانقلب كل شيء رأسا على عقب».


وأعطى جماهري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعض الأرقام المخيفة جدا حول الإعلام حيث قال إن: «كل الصحف الصادرة ببلادنا وبجميع اللغات لا تتجاوز مبيعاتها 120 ألف نسخة وهي أقرب إلى العدم، أما المشاهدة التلفزيونية فتتراوح ما بين 41 و50 في المئة . ونلاحظ تضخم وسائل التواصل الاجتماعي من 700 ألف إلى 14 مليون وفي الأفق حسب الإسقاطات الجديدة ستصل 21مليونا، ونلاحظ انزياحا من القارة المكتوبة إلى الفضاءات العمومية التي بدأت في التشكل» .
«وسجلت دراسة اليونسيف، يقول جماهري، أن أغلبية البرامج الخاصة بالشباب في السلطة الرابعة نسبتها قليلة مقارنة مع الكبار، ومن حيث المضامين أقل من المضمون ما بين 16 و 17 في المئة وأن تقديرات الهيئات المختصة مثل اليونسيف ومركز دبي تعتبر المضامين أغلبها سلبي» .


وأكد جماهري أن الفيسبوك أصبح يسترعي المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، وأنه سلطة رابعة جديدة وهيمنة جديدة أساسية بدأت في تشكيل المخيال والوعي ونظرته إلى المجتمع، وهي تعبيرات جديدة تقوم بالثورات، ويتم تحويل السلطة الرابعة إلى أسلوب الاحتجاج، وملايين الشباب يخرجون من فضاءات الموضوعية ويتحول الافتراضي إلى واقع موضوعي يتفاعل بشكل سريع جدا ويصبح الخبر الآني ربحا للزمن.
وأصبحت السلطة الرابعة الجديدة تقدم عروضا سياسية يجب التعامل معها، ونسجل، يقول عبد الحميد جماهري، أن الدولة تتفاعل مع العروض السياسية بمستوى عال، وقد كان التجاوب إيجابيا في حالات مثل 20 فبراير والعفو على الإسباني كالفان، وأن اللقاءات أصبحت 24 ساعة على 24 ساعة، وهو تحول كبير في طبيعة السلطة الرابعة، ولا يتعلق الأمر بافتتاحية فقط أوعمود بل إن كل التدوينات هي سلطة داخل سلطة ، وقد لاحظنا تظاهرات كبرى يمثل حضور المؤتمرين فيها نسبة 50 في المئة وأن الشباب يصنع الحدث وهو في نفس الوقت سلطة رابعة.

 
وأردف عضو المكتب السياسي متسائلا:» هل هذه الوسائط الاجتماعية تعتبرعملا صحافيا بالمواصفات التقليدية؟ أقول لا، ولكن كعالم حالي نعم فهي كسلطة رابعة، فالكل يتقاسم رأيي في إطار التبادل وهناك شعور بأن السلطة تستلم لهم كما يستسلمون لها و لن تجد في آخر دراسة في فبراير 2019 بروفايلا لهذا الشباب في علاقته مع السلطة الرابعة ، الأمم المتحدة واليونسكو واليونسيف، إنها مقاربة ذهنية أكثر منها مقاربة سوسيو ذهنية .»
وبخصوص التربية على الإعلام يتساءل عبد الحميد جماهري حول كيفية تربية الشباب على الإعلام، هذا الكائن الافتراضي الذي سيتحول إلى حقيقي وواقعي وإلى أي حد ستتأقلم مع هذا الحزب الالكتروني والذي قد يلتقي فيه الجميع حول حالة» Etape d’esprit « أمام تحول الحزب أداة من أدوات السلطة . ولا يوجد أي قرار سياسي لا يأخذ هذا بعين الاعتبار، وكل من يصنع سلطة الخبر والتحريات هم شباب، وهذا تحول جوهري والمغربي غير مستثنى من ذلك الافتراض وجزء من هذه الحياة وتأثير ذلك على المستقبل .
وختم عبد الحميد جماهري : « ستكون لنا صحافة قوية ومستقلة عندما يكون لنا قضاء قوي ومستقل وبرلمان قوي ومستقل وحكومة قوية ومستقلة ».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى