لا تنشر هنا

بين قراءة الأجر وقراءة التدبر.. مع الدكتور الهلالي

جديد24

يلفت الدكتور إبراهيم الهلالي إلى أن “تلاوة القرآن بالتدبر والتفكر والتأمل، والنظر لمعانيه وتفهمها، والوقوف على مآلاته ومراميه؛ من أفضل الأعمال، وقد أنزل الله القرآن ليُتَدبَّر كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب“.

وزاد الداعية الإسلامي موضحا أن “تدبر القرآن والتفكر في آياته وتلمس مآلاته، قد لا يكون ابتداء وإنما نتيجة طهارة القلب وصفاء النفس، كما هو الأمر لعدد من أعمال القلوب مثل الخشوع واليقين و… فالتدبر يحتاج بيئة إيمانية مناسبة، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم)، فمتى تمكن الإيمان من القلب انتفع القارئ بالتلاوة، وكذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتينا الإيمان قبل القرآن وأنتم أوتيتم القرآن قبل الإيمان فأنتم تنثرونه نثر الدقل“.

وخص الدكتور الهلالي موقع الجماعة نت بتصريح عن قراءة القرآن في رمضان، قائلا: “في شهر الصيام يُقبِل عامة المسلمين على تلاوة القرآن، وبعضهم يُكثر من التلاوة، ومنهم من يتنافس في عدد الأحزاب والأجزاء والختمات. وبهذه المناسبة يتجدد السؤال عن التلاوة للأجر والثواب والتلاوة للتدبر؟ وهل العبرة بكثرة التلاوة والختمات أم بالتدبر وإن قلَّت التلاوة؟”

وذهب الهلالي إلى أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أُمِر بالتلاوة، وأن المسلمين أُمِروا معه بالتبعية، مستدلا بقوله تعالى وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلُوَ القرآن، موضحا أنه ثابت في نص السنة أن لكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء، كما عُلِم بنص الحديث أن الذين يتلون القرآن ويتدارسونه فيما بينهم، تتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده، فأي تكريم وأي تشريف هذا…

واسترسل الهلالي قائلا: “فالإيمان أساس والقرآن بناء، والبناء على غير أساس مصيره محتوم، فبالإيمان يتلقى الإنسان مدد القرآن وبركة القرآن وهداية القرآن ونور القرآن، وعلى تلاوة القرآن ومدارسة القرآن وتدبر القرآن مدار طب القلوب ودوائها”.

طالع أيضا  كيف نستقبل رمضان؟

وقال بخصوص التلاوة: “فتلاوة القرآن مأجور صاحبها بفهم أو بغير فهم، كما أن الذي يقرأ القرآن ويشتد عليه له أجران”. بينما الذي “يقرأ القرآن في غياب الإيمان أو ضعفه الشديد، ويترك العمل بمقتضاه، ويضيع الحقوق والواجبات يكون القرآن حجة عليه، وكم قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وكم من قارئ للقرآن لا يتجاوز حنجرته، فهو يمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية”.

وختم الدكتور إبراهيم الهلالي بقوله: “إن المتصفح في كتب التراجم والطبقات، لا يجد عنتا في العثور على كثير من الأئمة العلماء من السلف والخلف، الذين يغتنمون مواسم الخير والطاعات  في الإكثار من التلاوة والختمات، بل منهم من كان يختم في اليوم والليلة، وفي الوقت ذاته أثر عن كثير من هؤلاء أنفسهم أنهم كانوا يتدبرون الآية أو الآيات ليلة كاملة أو ليال وأياما”.

وخلص إلى أن “تلاوة القرآن بالتدبر والتخشع والنظر إلى المآل، مع ملاحظة حال القارئ وواقعه وسيره ومصيره إلى ربه أفضل من مجرد التلاوة. والجمع بين الأمرين أوفق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى