جديد24سلايدر

اليسار المغربي والانتخابات .. من نقطة ضعف الى نقطة قوة !!!

لا يحتاج الامر الى بذل كثير جهد لمعرفة موقف اليسار المغربي من الانتخابات ببلدنا ، ذلك أنه يقف منها موقف المنتقد ، المستنكر الداعي الى النفور والمقاطعة .. !!!

وإذ يفعل هذا ، فإنه ينطلق ، في نظري ، من مبدأ (( الطهرانية)) و((العذرية النضالية ))، ذلك ان اللعبة بالنسبة اليه متسخة ، والحدود غير مرسومة ، وبالتالي ، فلا ينبغي خوضها حتى تنجلي الامور ويسود الصفاء والبياض الناصع ، كما هو لون الكفن والحليب … !!!

ولعله هذا هو المطب الفكري الذي وقع فيه يسارنا الذي ارتضى لنفسه ان يبقى في موقع المفعول به بدل ان يتحول الى فاعل في الميدان يصارع ويجابه ، ينهض ويسقط ، ليفتح لنفسه افقا ، يطل من خلاله على افاق اخرى تجعل منه فاعلا واقعيا في الميدان بدل الاستكانة الى بريق الشعارات وغليظ الكلام …!!!

فاما الطهرانية ، فإنه يلتقي فيها مع الفصيل الاسلامي الذي لم يحسم بعد موقفه من المشاركة في الانتخابات لعل التاريخ يجود عليه باللحظة السانحة لينقض عليها و((يؤسلم )) الحياة السياسية .. !!!

وإذا كان مفهوما ان يتبنى المتأدلجون بالايدلوجية الدينية هذا المنطق انطلاقا من منظهورهم(( المطلقي)) واستخدام الخرافة والاحلام / الرؤيا والفتاوى وقرب ((موعد القيامة)) و((حساب النفس اللوامة)) ، فأنه ليس مستساغا ذلك من اليسار الذي من المفروض ان يكون منهجه الشك والنسبية وحركية التاريخ ..!!!

وإذا ما سلمنا بأن الامور ستصبح في يوم ما صافية(( كحليب الناقة)) ، وهو امر بعيد المنال ، فهل سنكون محتاجين انذاك ((لطهرانية )) اليسار ونُبوته …؟!

وعليه ، فإن مختلف فصائله اليوم لمدعوة ، في نظري ،الى الدعوة اكثر من اي وقت مضى ، الى المشاركة في الانتخابات لكسب رهانها بدل التخوف منها ، او على الاقل استغلال لحظتها ( الحملة الانتخابية ) للتواصل مع الجماهير الشعبية والتعريف بمشروعه المجتمعي التواق الى العدالة الاجتماعية والمجالية والحريات الجماعية والفردية والسمو بكرامة المواطن المغربي …!!!

اما وان يقتصرخطاب اليسار على المقاطعة ، فيكفيه ان يدرك ان المستغلين لمشتركنا الديني ، متكفلون بهذا، ولن تكون دعوته للانكفاء والعزوف ، سوى قيمة مضافة لصالح قوى الرجعية والمحافظة والماضوية واستغلال خطاب (( الاجلة )) في خدمة مصالح المتمسكين والماسكين بزينة (( العاجلة ))..!

وماادراك مازينة الحياة الدنيا وكسبها (( الريعي ))…!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى