جديد24رياضةسلايدر

أولمبيك خريبكة…الأزمة الدائمة

 لم يأل المكتب المسير لفريق اولمبيك خريبكة لكرة القدم، جهدا في أن يعيد امجاد الفريق وانجازاته ،ويبث الفرحة في مدرجات جمهوره ، ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان ، واصبح المكتب يقدم علاجات لمريض على سرير الموت الرياضي البطيء، ولعل من دواعي هذا التراجع ، ان اهتمام المكتب انصب على اسعاف الجسد دون الروح ، والاهتمام بالشكل بدل الجوهر ، الى ان ادمن الفريق منذ تماني سنوات على الهزيمة ، واصبح يتعايش معها ويداعبها ، اذ أن توالي الهزائم تميت القلب وتقضي على الهمة والارادة ٠

 هزيمة اولمبيك خريبكة ، ليست هزيمة لوجستيكية ، ولامادية ، ولا حتى تقنية او ادارية ، بل هزيمة نفسية كبيرة دبت في اركان الفريق ، وانكسارا سيكولوجيا وجد كل الظروف المناسبة ليحقق اهدافه ، بشكل مباشر ، اذن ما هي الاسباب التي تحكمت في منطق الهزيمة والانتصار لاولمبيك خريبكة ؟

الباعث الاول : شكل الابتعاد عن المواهب المحلية ، والابتعاد عنها وعدم الاعتراف بقدراتها عقبة كأداء ، لم تفسح المجال بتجديد طاقاته ونخبه الرياضية ، ذلك انه باستقراء بانورامي سريع لتاريخ اولمبيك خريبكة ، سنقف على معطى اساسي ،مفاده ان الفريق عندما كان يعتمد على ابناء المدينة الاقحاح ، الذين ينحدرون من احياء : البيوت -البريك – بوعزة بنعلي- المسيرة -النهضة -لبلوك – السوق – كان يتوفر على ترسانة قوية وقاعدة صلبة في القدرة على المنافسة ، ومواجهة الخصم بما تقتضيه المواجهة من قتالية ونكران للذات ، فكان كل اللاعبين بمتابة متاريس دفاعية ، لايمكن اختراقها الا لماما وبصعوبة كبيرة ،بشهادة اعتى الفرق الوطنية، بحكم الرقابة المعنوية التي تمارسها تلك الاحياء على ابنائها من اللاعبين الذين لايمكن ان يتحملوا نظرات الازدراء غداة كل هزيمة او اخفاق ، فكان ذلك حافزا لهم على التضحية بمايشرف اداءهم
في الملاعب ٠

 الباعث التاني : التركيز على اللاعب الاجنبي إما في اطار اعارة او تعاقد ، بشروط معقدة وتكلفة باهضة يستنزف مالية الفريق دون طائل ، بحيث ان نجومية لاعب ما ، لاتصمد امام التضحية من اجل الفريق ، لانه مؤمن في دخله واقامته ومنحته ،وبالتالي يكون تعامله مع الفريق موسوم بنوع من الذكاء الاستراتيجي والكياسة المطلوبة في الاحتفاظ على طاقته ومؤهلاته ،التي يحتفظ بها لتوظيفها في صفقة اخرى او عرض افضل ، وبالتالي يعيش مابين التزام الاداء وحلم الانتقال
وبين هذا وذاك تضيع الروح القتالية ، ويذهب طموح الفريق والمدينة معا أدراج الرياح ٠بحكم ان منطق الاحتراف اصبح بسعف اللاعب في تقسيم طاقته على امتداد سنوات مشاركته في البطولة ، مالم يكن وفيا لفريقه الام ولمدينته ٠

 الباعث الثالث : مدينة خريبكة غنية بمواهب متعددة وفي مجالات مختلفة ، وقد كانت تستفيد من ظاهرة صحية ومنتجة في مجال اختيار المواهب ، الاوهي دوريات فرق الاحياء التي كانت تنظم من شخصيات مولعة بكرة القدم ،بشكل عفوي ، كالمرحومين ، بوشعيب الجيار ومحمد الرويمي مثلا وغيرهما من ابناء درب بوعزة بنعلي ، وكانت تنهتي تلك الدوريات باختيار المواهب والحاقها بفريق اولمبيك خريبكة ، دون تعقيد مسطري ودون وسيط مزعج ،بحيث ان الحب وحب الفريق هو الذي كان حافزا على التضحية والدفاع عن القميص ٠

 الان بعد ان تخلص المكتب الشريف للفوسفط من ثقل الفريق تدريجيا ومن التزاماته ، نكص الفريق الى الوراء ؛ وتدحرج منذ سنوات الى اسفل الترتيب ، لان جرعة الحماس غابت وحرارة المدرجات انطفات ، بسبب التخلي عن الابطال المحليين ، واستبدالهم بابطال من ورق ، يأكلون ويمرحون ، ولايلعبون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى