هناك ظاهرة من بين الظواهر التي تعرقل تطور كرة القدم المغربية، هي أن أغلب رؤساء الفرق الذين يتشبتون بكرسي القيادة يضعون شرط المغادرة بديون “مستحقة” لهم في غياب تام للشفافية والحساب.
رئيس يقرر و ينفذ.. يبيع و يشتري في الميركاتو الصيفي والشتوي، ويوقع الشيكات وحين يأتي وقت المغادرة يطالب ب”أمواله” التي صرفها على الفريق في وقت الأزمة و”الحزة” وهناك رؤساء هددوا باللجوء إلى القضاء؛ بل هناك من ذهب إليه.
في تاريخ كرة القدم المغربية، هناك رؤساء فرق ضحوا بالغالي والنفيس من وقتهم وصحتهم ومالهم وغادروا دون طلب..رؤساء سيحتفظ التاريخ بأسمائهم مرسومة على لوحات مشرقة،منهم على سبيل المثال لا الحصر بلهاشمي بوجدة ودومو بالقنيطرة ومعاش بالرجاء ومكوار بالوداد والزاولي بالاتحاد البيضاوي.
ولم تظهر للوجود ظاهرة ابتزاز بعض الرؤساء لفرقهم إلا بعد اختراق المال لكرة القدم،ودخولها عالم الاحتراف المعاق، وصار الرؤساء يعقدون الصفقات في الليل وفي النهار دون حسيب ولا رقيب ويغرقون مالية الفرق..وفي الأخير يشهرون شيكات هم من أشرفوا على إنتاجها وإخراجها في سيناريو محبوك.
المسؤولون بالجامعة لاحول و لهم و لا قوة لأنهم جزء من اللعبة و يغمضون أعينهم في إطار الحفاظ على القاعدة الانتخابية وضمان التصويت برفع الأيدي دون سؤال أو نقاش..
وستبقى كرة القدم المغربية تدور في حلقة مفرغة ورهينة رؤساء فرق يصعدون بأسماء مجهولة وأحيانا بجيوب فارغة و في الأخير تفرش لهم الطريق بفضل الكرة إلى السياسة والتجارة..
ومع ذلك ينكرون الجميل..
من كان يعرف بودريقة أو الناصيري أو أبرون أو الورزازي أو الزيات و لقجع قبل أن يترأسوا فرقا في بقيمة الرجاء والوداد و الكوكب وغيرها..
رؤساء صاروا موضوع منافسة بين الأحزاب و أصبحت الطريق معبدة لهم لتقلد مناصب عليا..