جديد24سلايدر

أزمة ما بعدها أزمة في هذا الوطن!

في سنة 2018 تفجرّت قضية، كان أحد الأساتذة، نعم (أحد الأساتذة)، وليس الأسرة التعليمية أو المدرسة العمومية، بطلاً لها؛ إذ كان عنف تلميذة بطريقة لا تعبّر إلا على المأساة، في هذه الأرض، فإذا كان الأستاذ يتصرف بتلك الطريقة الهمجية، فماذا سننتظر من “جهة” أخرى؟

القضية انتهت بتصالح الأستاذ مع التلميذة، وأُغلق الملف. وما يهمنا هنا أن القضية كانت قد طرحت نقاشاً، ويمكن القول أنه كان: مُزيفاً. لأن الكثير من الناس خلطوا خلطاً ما لا يمكن خلطه؛ حيث كانوا يدافعون عن الأستاذ، ويعتبرون الدفاع عنه، دفاعاً عن المدرسة العمومية، في حين أن الحقيقة هي: الدفاع عن العنف!

ابن خلدون أحد كبار المفكرين في تاريخنا، عاش في القرن الـ14 ميلادية، وغادر الحياة في بداية الـ15، وكان يرفض تعنيف الأطفال، معتبراً أن ذلك يُشكل خطراً عليهم، وبالتالي على المجتمع. وفسّر موقفه بكون العنف يؤدي بهم إلى الكذب والمكر والبحث عن الحيال، تجنباً لتعرضهم له، زد على هذا أنه يتسبب لهم في العقد مستقبلاً…

اليوم، أي بعد أزيد من 6 قرون، لازال العنف يضرب بجذوره في أسرنا ومدارسنا.

شخصياً درست عند البعض، أخجل أن أسميهم بـ”الأساتذة”، إنهم جلاّدون، بل ساديون، كانوا يستلذون بتعذيب التلاميذ، بمختلف الطرق،، مثلاً: الضرب على الأصابع في أعلى الأضافر، أو وضع القلم بين الأصابع، الضرب تحت القدمين (التحميلة)…

إن مثل هؤلاء، أبناء “شي حاجة”، أبناء اللّواتي يتحدث عنهن محمد شُكري كثيراً، الذي بدوره حكى في “الشطار”، أي الجزء الثاني لـ”الخبز الحافي”، عن بعض العنف الذي تعرض له، في بداية التحاقه بالمدرسة، واصفاً الأستاذ الذي عنّفه بـ”صاحب الآذان الحمارية”!

وطبعاً هؤلاء يجب محاربتهم، وابعادهم عن المدرسة، فليست هذه الأخيرة، مكاناً للمعطلين، والذين يعانون من عاهات نفسية، بل يجب أن تكون مكاناً لمن يُوجه الأطفال ويُحببهم في القراءة والمعرفة..

مُناسبة قول كل هذا، هي:

– أولاً، الخلط الفظيع بين الأستاذ والمدرسة العمومية، الذي نقرأه في بعض التدوينات!

– ثانياً، كتابة جملة تثير السخرية، وهي:”صافي الأساتذة ما يبقاوش إقريو التلاميذ، اللي بغا اقرأ اقرأ، اللي مبغاش بلاش”،(من يكتب هذه “التخربيقة” يقول من حيث لا يدري، العنف=التعليم).

خلاصة: يجب محاربة العنف ضد التلاميذ، فإنه لا يؤدي إلا إلى نفورهم من المدرسة والمعرفة، وإلى تربيتهم على “القوالب” والكذب والنفاق، وإلى دفعهم إلى إنتاج العنف في أماكن أخرى.. وأيضا يجب محاربة خلط ما لا يُخلط(القراية ماشي هي العنف.. وتصرفات منعزلة لشخص معين في المدرسة، ماشي هي المدرسة)!

إشارة: كل الحب والتقدير للذين يتفنون في تأدية واجبهم، وينشرون رسالة المعرفة.. وكل الخزي للجلادين الساديين الذين ينتجون الأعطاب للمجتمع!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى