أبلغت وزارة الداخلية قادة الأحزاب رفضها فكرة تأسيس هيأة مستقلة للإشراف على الانتخابات، التي دعت إليها بعض الأحزاب السياسية وأعادت التأكيد عليها في أكثر من مناسبة، مضيفة أن المغرب بلد مستقر مؤسساتيا، ولم يؤجل الانتخابات، ولم يخرج من مرحلة استثنائية، حتى تتم الدعوة إلى تأسيس لجنة مستقلة، تؤكد مصادر “الصباح”.
وأفادت المصادر أن الداخلية هي التي لها الاختصاص الحصري لتنظيم الانتخابات، وفق القوانين الجاري بها العمل، وتحت إشراف السلطة القضائية التي تؤشر على صحة النتائج الانتخابية في كل دائرة، مع وجود ممثلين عن المرشحين الذين يحضــرون إلى مكاتب التصويت ملاحظين ومراقبين، وبعضهم طعن إداريا وقضائيا وتمت إعادة إجراء الانتخابات ببعض الدوائر، في مرات عدة.
ولم تحدد الداخلية موقفها من طلب الزيادة في أموال الدعم التي التمسها قادة الأحزاب، والمقدرة بـ 3 ملايير، إذ وضعت الملف لدى رئاسة الحكومة لاتخاذ القرار المناسب، لأن 20 حزبا اشتكت من ضعف التمويل السنوي، والتمويل المرتبط بالانتخابات.
ودعا قادة الأحزاب، وزارة الداخلية إلى تغيير طريقة توزيع الدعم المالي، وعدم ربطه بإجمالي الأصوات المعبر عنها، وعدد المقاعد المحصل عليها، معتبرين أن الأحزاب الممثلة في البرلمان، هي المستفيد الأول، بحكم حصيلتها الانتخابية، ما يساعدها على خوض غمار الانتخابات، دون مشاكل بحكم ما تتوفر عليه من ودائع بنكية، إذ أن العدالة والتنمية، يعد أغنى حزب حسب تقرير المجلس الأعلى للحسابات، بـ 38 مليون درهم، ما يعادل 3 ملايير و824 مليونا، والتجمع الوطني للأحرار في الرتبة الثانية من حيث الموارد المالية، التي وصلت إلى 22 مليون درهم، منها 24 في المائة مساهمة من الدولة و74 في المائة واجبات انخراط ومساهمات، فالأصالة والمعاصرة بـ 16 مليون درهم، والاستقلال بموارد مالية تناهز 14 مليون درهم، وغيرها من الأحزاب.
ودعت الأحزاب إلى التوزيع العادل لأموال الدعم الخاصة بالانتخابات لضمان تكافؤ الفرص، فيما التمست الداخلية من الأحزاب الانصهار بعضها البعض لتشكيل قوى حزبية موحدة، تتوفر على اللوجستيك والمكاتب الإقليمية والفروع، والمرشحين الكافين لتغطية الدوائر وخوض غمار أطول مسلسل انتخابي، يهم البلديات، ومجالس الأقاليم والعمالات، والمجالس الجهوية، والمقاطعات، ومجالس المدن، والغرف المهنية، والمأجورين ومجلسي النواب والمستشارين، وفي أضعف الأحوال تشكيل اتحادات حزبية لتنسيق عملها.
وأكـــدت المصــادر أن أنـانيــة زعمـاء الأحزاب، حالت دون تحقيق الانصهار المطلوب بتقليص عـــددها من 34 حزبا إلى 12 فقط، ما جعل عملية الانصهار شبه مستحيلة، وساهم في تقليص حظوظ 20 حـــــزبــا للفوز في الانتخابات.