سلايدر

“الذيب حرام..الذيب حلال”!!!

بقلم حميد المهداوي. 

على خلفية نشْر الزميل يوسف بلهيسي، مساء الأحد 30 غشت الجاري، تدوينة، هاجم فيها مُواطنًا من الحسيمة، يُدعى أحمد الزفزافي، والد زعيم حراك الريف ناصر الزفزافي، قبل أن يتحول بلهيسي إلى قبلة مفضلة للهجوم من طرف معظم النشطاء على الصفحات الاجتماعية، انتصارا للزفزافي، خرجت برلمانية من حزب الأصالة والمعاصرة، تدعى ابتسام العزاوي، على صفحتها الإجتماعية بتدوينة تهاجم فيها الغاضبين من الزميل بلهيسي، وحجتها عبارة عن تساؤل مفاده: كيف نرفض قانون تكميم الافواه، ونكمم فم من يعبر عن رأيه؟

والمثير أن “مُمثلة الشعب”، شأنها شأن الزميل بلهيسي، لا يعنيهما بتاتا إضراب مواطنين عن الطعام لمدة 20 يوما، لهذا لم يقولا يوما كلمة حق في الموضوع، كل ما يعنيها هو الظهور بمظهر المنافحة عن حق الناس في التعبير وضمان عدم تكميم أفواههم، هذا إذا أحسنا بها الظن طبعا.

طيب، قبل أن نتفاعل مع “ممثلة الشعب” دعونا نطرح السؤال التالي: عمن يتحدث الزميل بلهيسي؟ يتحدث عن أب مكلوم في فقدان إبنه لأزيد من ثلاث سنوات وهو مجروح بخبر إضرابه عن الطعام لمدة قاربت العشرين يوما، فماذا تنتظر ” مُمثلة الشعب”، من شعب يرى صحافيا، أدار ظهره لجميع هموم المغاربة الحارقة، وانبرى دون سابق إنذار ولا مقدمة ولا أرضية ولا سياق، لمهاجمة أب مكلوم فقد كل أمل في مغادرة ابنه للسجن إلا بعد مرور 20 سنة؟

ماذا تنتظر “ممثلة الشعب” من شعب يرى الزميل بلهيسي ينكأ جراح أب مكلوم، وهو الذي لم يعبر يوما عن موقف محايد اتجاه كل المآسي، التي عرفها ملف معتقلي الريف؟
ماذا تنتظر “ممثلة الشعب” من شعب يُطالع على صفحة الزميل بلهيسي هجوما غير مفهوم السياق والزمن، على مشاعر مواطن مفجوع في رؤية إبنه يسير رويدا رويدا نحو الموت، وهو الذي لم يعبر في أي يوم من الأيام، ولو بتدوينة واحدة عن موقف إنساني إتجاه المجازر والفواجع التي تعرض لها زملاؤه في المهنة سواء أثناء اعتقالهم أو أثناء ضربهم أو خلال خوضهم لإضراب عن الطعام في السجون؟

ماذا تنتظر “مُمثلة الشعب” من شعب فوجئ بالزميل بلهيسي، يشن غارة على عجوز قد يرى وقد لا إبنه بعد السجن، وهو الذي استضاف رئيس “المجلس الوطني للصحافة” لمدة ساعة ونصف، سأله خلالها رفقة ثلاثة صحافيين عن كل شيء إلا عن موقفه من اعتقال الصحفيين وهم مشتتين على العديد من السجون المغربية في محاولة بئيسة ومفضوحة، تروم إقناع الرأي العام الوطني والدولي بكون مشاكلنا محصورة فقط في شروط الحصول على بطاقة المهنة واخلاقيات المهنة، وبأنه لا صحافيين لنا معتقلين في السجون، فمن له مصلحة في ترويج هذه المحاولةالرخيصة الواضحة المفضوحة؟

وبالنتيجة، فالشعب لم يُكمم فم أحد، لأنه بكل بساطة لا يملك سجونا ولا أصفادا ولا سلطةً اقتصادية لتكميم الافواه،مادامت أدوات التكميم الحقيقية معروفة ومعروف عشاقها، كل ما يملكه الشعب اليوم بعد خيانة ممثليه له هو منصات في العالم الافتراضي بعد أن حرم من منصاته في العالم الواقعي، يحاول عبرها أن يذكر الغافلين أنه لهم بالمرصاد، أما إذا أصرت “ممثلة الشعب” على اعتبار تدوينات الغاضبين من الزميل بلهيسي تكميما للافواه فماذا تعتبر تدوينة بلهيسي ضد آراء أحمد الزفزافي أليست محاولة سابقة لتكميم فم أب مكلوم في سجن ابنه؟ أم الذيب حلال الذيب حرام؟ ثم ماذا تعتبر ” ممثلة الشعب” تدوينتها ضد آراء الغاضبين أليست محاولة لتكميم ومصادرة حرياتهم في التعبير؟ أم حرام عليهم حلال علينا؟ مصداقا لقول الشاعر: وغير تقي يأمر الناس بالتقى ….طبيب يداوي الناس وهو مريض!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى