جديد24سلايدر

أبي ليس أحمد الزفزافي وقضيت ثلاث سنوات في السجن!

بقلم حميد المهداوي 

يعزو معظم أعداء حل ملف معتقلي الريف، عبر العديد من التدوينات والتصريحات والبيانات، سبب استمرار محنة ناصر ورفاقه في السجن، إلى “اللسان السليط” لأبيه أحمد الزفزافي.

وبالنتيجة، وفقا لهذا ” الإجماع”، فلو كان لناصر أب آخر أو صام أحمد نهائيا عن الحديث في الموضوع لكن ناصر ورفاقه اليوم بيننا، فهل فعلا بات لسان أحمد اليوم “سجانا” لابنه ومن بقي معه في الملف؟

والرأي عندي، أنه في هذا ” الاجماع” إساءة بليغة جدا لذكاء المغاربة والعالم بأسره، على أكثر من صعيد. كيف ذلك؟

أولا، الدولة أكبر من أن يتحكم في مبادراتها ” لسان” أحمد أو غيره، وبالتالي القول بأن “لسان أحمد” هو الحائل بين المعتقلين والحرية هو قول مُسيئ للغاية للدولة ولرموزها، والدليل هو أن ” لسان” أحمد، لم يمنع الأبلق ولشخم وأمغار وغيرهم كثير في نفس الملف من مغادرة أسوار السجن عندما استفادوا من عفو ملكي، رغم أن ” لسان” أحمد لم يتوقف يوما عن الحركة.

ثانيا، هل أبي اسمه أحمد الزفزافي؟ أبدا؛ هل تحدث أحمد يوما عن ملفي؟ أبدا؛ هل جاء أحمد يوما ما إلى قاعة المحاكمة بابتدائية الحسيمة عند محاكمتي في العديد من المناسبات؟ أبدا هل اتصل بي أحمد يوما ما في الهاتف؟ أبدا؛ فلماذا إذن قضيت ثلاث سنوات بأيامها وساعاتها ودقائقها وثوانيتها كاملةبلا أدنى رحمةولا شفقة؟

لماذا قضى محمد جلول خمس سنوات كاملة، على خلفية أحداث بني بوعياش، قبل أحداث الحسيمة، وهي مدة محكوميته، هل ” لسان” أحمد” هو ما جعله يتمم عقوبته إلى آخرها؟ ثم ما قول “أصحاب الإجماع” في قضاء البشير بنشعيب لثماني سنوات من أصل 12 سنة على خلفية نفس الأحداث مع جلول، ولا زال اليوم منسيا في سجن الحسيمة؟ وهل ” لسان” أحمد هو المسؤول عن استمرار اعتقال بوعشرين والريسوني والراضي والعديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين؟

بكلمة، إن أقسى أشكال القمع لهو التضليل، أما التنوير فهناك من تفتقت عبقريته على جعل ” لسان” أحمد مشجبا لتبرير تمديد اعتقال ناصر وجلول واحمجيق تحديدا، من جهة، ومن جهة ثانية، السعي إلى عزل ” آل الزفزافي” عن المعتقلين وعن ساكنة الريف وعن المغاربة عموما، وليس هناك وسيلة أنجع من “شيطنة”أحمد في عيون الراغبين في حل الملف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى