السياسية

إدريس الأزمي و”الديبخشي”

جديد24 

مما يزهدني في السياسة هذا الفجور الذي يطغى على مشهدها، وتلك المزايدات الموغلة في السفه، التي يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخوّن فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن.

جو مثل هذا قد يكون سائغا في دولة لادينية تسوسها العَلمانية التي لا تَرْعى خلقا ولا تصون ذمة، ويحكمها مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، والأصل فيها الاحتراب الإيديولوجي واستباحة الكذب والتزوير والتلفيق.

والعجيب أن هذا الجو في الدول العَلمانية الغربية يؤتي أكله سياسيا، لكن لا يؤثر على قسط كبير من الفاعلية في العمل، لأن الدولة في بعض تلك البلدان استطاعت أن تنظم كل شيء حتى الفساد الأخلاقي، كما جعلت المصلحة الشخصية والعامة يمكن الجمع بينهما في ممارسة السياسة، فترامب مثلا لا يستنكف أن يستغل جمعيات الشواذ اللواطيين كما يستغل الكنائس، لكن في الأخير يخدم مصالحه الشخصية المادية ويخدم مصلحة بلاده بالتوازي، ولو اقتضى الأمر أن يشهر سلاحه ويسطو على ثروات البلدان الخاضعة لقوته، كما يفعل قطاع الطرق، وقد رأيناه في الخليج كيف صنع.

للأسف أغلب سياسيينا من الفئة التي تجعل الفساد والكذب والفجور من عباداتها في محراب السياسة النجسة في سبيل إلهها الذهبي، فتعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

وما نراه اليوم يمارس في الحملة التي تسعر للإطاحة بإدريس الأزمي في الانتخابات القادمة يندرج ضمن خانة الفجور السياسي، حسب تعبير الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله تعالى.

الأزمي هو رجل نزيه، يشهد له الناس بالاستقامة والجدية، وهو مثال للموظف الجاد والمغربي العالم في ميدانه متنوع المعرفة والثقافة حصل في سنة 1989 على الإجازة في الكيمياء بكلية العلوم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ثم حصل سنة 1990 على دبلوم الدراسات المعمقة من جامعة بواتيي بفرنسا، وبعدها على شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة سنة 1994، تخصص الكيمياء التطبيقية؛ مساره المهني يشي بأنه من رجالات المغرب الذين يساهمون في الإصلاح.

أنا لست من العدالة والتنمية ولا من التوحيد والإصلاح، لكنني مغربي متحرر من ضيق التحزبات ولا أومن بهذه المسميات الحزبية عندما تسود في خنادق التعصب والفجور في الخصومات.

قد لا يعجب كلامي هذا كثيرا ممن اغتا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى