هل يفوز شباط بمنصب العمدة
جديد24
تدخل المنافسات على منصب عمدة فاس أشواطها الأخيرة فبعد ساعات قليلة سيعلن عن اسم الشخص الذي سيدبر شؤون المدينة مدة خمس سنوات بالتمام والكمال ، صحيح أن الوجوه التي تخوض غمار الرهان على المنصب معروفة لدى الأوساط الفاسية لكن السياق الذي يجري فيه التنافس مختلف تماما عن ذي قبل .
فاس هي المدينة التي شهدت واحدة من أخطر الانتفاضات الدموية في تاريخ المغرب ولا أحد من أبنائها ينسى مأساة 14 دجنبر يوم جرت وديان من الدماء في شوارع المدينة وسيقت الجثث إلى المساجد ليتسنى لذوي الضحايا التعرف عليها ، ما كان سبب المجزرة؟! الواقع أن ربط تلك الأحداث بأسباب سياسية غير ذي معنى لقد انطلقت الحشود الغاضبة من الهوامش ووحدهم الذين اكتووا بالبطالة والفقر وغلاء الأسعار يتفهمون معنى أن يقذف مواطن أعزل بنفسه أمام الطلقات النارية ليتخلص من نظرات أطفاله إلى يديه حين يعود إلى بيته بلا طعام ،مناسبة هذا الكلام الآن ما يعرفه القاصي والداني حول وضعية المدينة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي ، فاس تحتضر وأبناؤها تفرقوا في الأقطار بحثا عن لقمة للعيش وأصحاب رؤوس الأموال فيها حملوا أموالهم واتجهوا إلى مدن أخرى بحثا عن بيئة استثمارية أكثر ملاءمة لطموحاتهم .
وبصرف النظر عمن رشح نفسه لمنصب العمدة وهو منصب يؤهل صاحبه للإمساك بأدق التوازنات الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة فيجب أن نعي جيدا أن مطلب الاستقرار سيظل حاضرا وبقوة في عملية التنصيب هاته. لقد شكلت الأحزاب المتصدرة للانتخابات تحالفا يتيح لها أغلبية مريحة لكنه لا يستجيب البتة لتطلعات الفاسيين ، مَن ضمن الأحرار والاستقلاليين اليوم قادر على أن يعيد للمدينة توهجها ؟.
الوجوه التي قدمها الأحرار للترشح غير مقنعة وبلا تجربة وقد افتتح الأحرار معركة السباق نحو العمودية بصراع داخلي حاد قد يستغله خصومهم بشكل ذكي ،والحاصل أنه استغِل ومنذ زمن بعيد، فالكل يتحدث عن التحاق ثلاثة عناصر من الأحرار أو أكثر بركب شباط ، بقية مكونات التحالف تدرك أن التقلبات هي ما يحكم عالم السياسة وبالنظر إلى التقلبات الحاصلة في صف الأحرار فقد وصلت عدوى التقلب إلى بيت البام والبيت الاستقلالي الذي يعرف شباط دهاليزه جيدا ،وبصرف النظر عن الأرقام التي أفرزتها اقتراعات 8 شتنبر يظل شباط الأوفر حظا للظفر بالمنصب لأن صفه أكثر تماسكا ولأنه نجح في اختراق صفوف خصومه، وعدا أنه الأوفر حظا، يظل الخيار الأمثل لفاس التي عانت الويلات في السنين الأخيرة فعلى علاته ورغم أخطائه الكثيرة كان قادرا على تحريك عجلة الاقتصاد مثلما كان قادرا على توفير مناخ ملائم للاستثمار بالمدينة وبعيدا عن الشعارات الجوفاء هذا ما تحتاجه المدينة اليوم حتى تتعافى ولو نسبيا من جراحها.