جديد24
تعددت التخمينات والتكهنات، لكن النتيجة كانت مفاجئة للجميع، حزب التجمع الوطني للأحرار يتصدر نتائج الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية التي جرت أمس الأربعاء بحصوله على 102 مقعدا من أصل 395 مقعدا، ليعوض حزب العدالة والتنمية الذي قاد الائتلاف الحكومي على مدى عشر سنوات.
مسار حزب.
منذ تأسيسه سنة 1978، استطاع حزب التجمع الوطني للأحرار أن يحرز نتائج إيجابية في أغلب الاستحقاقات الانتخابية، حيث شارك في معظم الحكومات ومن بينها حكومة التناوب تحت قيادة الراحل عبد الرحمان اليوسفي.
يصنف التجمع الوطني للأحرار تاريخيا في اليمين بالمشهد السياسي وأحيانا في الوسط، حيث يركز على “الديمقراطية الاجتماعية” كمرجع وهوية سياسية وعلى العدالة الاجتماعية وتمكين المواطن.
في سنة 2007، شارك الحزب في الحكومة بخمس حقائب وزارية، ثم في سنة 2011 حصل الحزب على 52 مقعدا في الانتخابات التشريعية تحت قيادة أمينه العام السابق صلاح الدين مزوار.
في غشت 2013 سينضم حزب الأحرار إلى الحكومة بعد انسحاب حزب الاستقلال، ثم في سنة 2016، حصل الحزب على 37 مقعدا في الانتخابات التشريعية
تصدر نتائج انتخابات 8 شتنبر.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط عبد العزيز قراقي يعتبر أن فوز حزب التجمع الوطني للأحرار “هو نتيجة عمل بدأت منذ انتخابات سنة 2016، حيث استعد لهذا الاستحقاق الانتخابي منذ ذلك الوقت من مواقع متعددة”، موضحا : “من موقعه الحكومي، حيث قاد مجموعة من الحقائب الوزارية ذات البعد الاستراتيجي بالنسبة للمغرب سواء في المجال الصناعي، الفلاحي، وغيرها من المجالات، ثم على مستوى التواصل السياسي”.
وأضاف قراقي في تصريح لموقع القناة الثانية أن حزب الأحرار استطاع أن يبلور خطابا سياسيا “ربط فيه بين ما هو عملي وتواصلي يقوم على التشويق السياسي، إلى جانب اعتماد شعارات يمكن أن تستقطب عددا كبيرا من الناخبين”.
وأشار قراري إلى أن الحزب أنتج مجموعة من الوسائط الإعلامية التي “استهدفت بالخصوص فئة الشباب، وهي الفئة التي تضررت بشكل كبير من سياسات حزب العدالة والتنمية”، مضيفا : “حزب الأحرار استفاد من أخطاء حزب العدالة والتنمية، رغم أنهما كانا حلفين في الحكومة، إلى أنه استطاع أن يتملص من النتائج السلبية للحصيلة الحكومية واستثمر ما تم تحقيقه من نتائج إيجابية”.
وكان قد أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار يومه الخميس في ندوة صحفية بأنه سيكون للحزب شرف تكوين “اغلبية رصينة ومتوازنة قادرة على تفعيل التوجهات الكبيرة والمشاريع المهيكلة، وقادرة على استكمال جميع التوجهات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة”، مشيرا إلى أن الحزب سيتحالف مع الأحزاب التي تتقاطع مع الأحرار في المبادئ والرؤى في البرنامج.
