جديد24

كلمة من القلب.

كريم الصومعي.

خلال يومين من تتبّع واسع للنقاشات على مواقع التواصل، لاحظت – بكل أسف – ظاهرة تستحق التوقف عندها.

هناك من صار يتمنى تعثّر المنتخب الوطني، لا لشيء سوى لِيشفي غليله في وطنه، وكأنّ خسارة المغرب يمكن أن تكون انتصارًا شخصيًا له!

وهناك من يدعو ألا تمطر سماء بلاده، فقط ليقول “أش قلت ليكم؟ ما كاينش معامن!” وكأن فرحة الوطن أصبحت عبئًا عليه.

بل إن بعضهم يروّج لفكرة سحب تنظيم كأس إفريقيا من المغرب، لا لأن في ذلك مصلحة، بل فقط ليرى بلاده تتألم، ويمنح خصومها لحظة شماتة.

هذا ليس مجرد جدل عابر… ما نراه اليوم جزء من حرب إلكترونية ممنهجة تستهدف ثقة المغاربة في وطنهم، وتغذي الإحباط واليأس بعد كل إنجاز أو خطاب أو خطوة إيجابية.

هي حرب نفسية قديمة بأساليب جديدة، تُستغل فيها العواطف والاختلافات، لتغذية الشك وضرب الوحدة الوطنية.

لكن مواجهة هذا النوع من الحروب لا تكون بالصراخ، بل بالوعي.

بأن نُدرك أن انتقاد الواقع لا يعني جلد الذات، وأن حب الوطن لا يتناقض مع المطالبة بالإصلاح.
الوطن يحتاج كل واحد فينا — المثقف، السياسي، الإعلامي، المؤثر، والنقابي — ليكون خط الدفاع الأول ضد حملات التيئيس والتشويه.

نعم، عندنا تحديات حقيقية في التعليم، والصحة، والمعيش اليومي… لكننا في النهاية نملك وطناً واحداً، وسمعة واحدة، ومستقبلاً واحداً.

فلنحافظ عليها، بالعقل قبل العاطفة، وبالوعي قبل الغضب. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى