لا تنشر هنا

نيويورك تايمز: التطرف يجد بيئة ملائمة في بلدة الداعية السيريلانكي 

جديد24 - عبد الاله الحيان*

كاتانكودي، سريلانكا- عندما جاء الوهابيون بأديولوجيتهم المتشددة وخزائنهم المملوءة وجدوا مدينة كاتانكودي أرضا خصبة لزرع أفكارهم.

في هذا الجزء من سريلانكا، كان الإيمان دائما القوة الوحيدة المستديمة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت منذ ثلاثة عقود.

الوهابية؛ وهي مد متشدد من الإسلام، ينحى عليها باللائمة في موجة التشدد المنتشرة، إذ اقترحت طريقا مباشرا إلى الله بغرض إعادة الدين لزمن النبي محمد.

بين أزقة كاتاندوري المزينة جدرانها بعبارات بالخط العربي، نشأ زهران هاشم، المتهم الأول بتدبير هجمات عيد الفصح يوم الأحد في سريلانكا، وهو الذي ساعد على نشر التطرف بالدعوة لقتل غير المعتقدين بالإسلام وكذلك بعض المسلمين.

“أن نعتقد بالأفكار المتطرفة والمتشددة هو مالا نريده في كاتانكودي، نحن في سريلانكا وليس دولة الخلافة”، هكذا قال محمد إبراهيم جاسم نائب رئيس المجلس الحضري للمدينة.

وتقول الشرطة السريلانكية إن اثنين على الأقل من الانتحاريين الضالعين في الهجمات التي أسفرت عن مقتل 250 شخصا على الأقل، ينحذرون من كاتاكوندي. الهجوم الذي أعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها وتبنيها تنفيذه.

في الثمانينيات من القرن الماضي، بدأت كاتانكودي، وهي واحدة من المدن القليلة شبه المسلمة تقريبا في سريلانكا وذات الغالبية البوذية في التحول بشكل لافت للحياة الإسلامية بتفاصيلها الصغيرة. 

كما تم إثراء المدينة بالمال السعودي لبناء المساجد والمدارس وكذلك عقود العمل في الخارج والمنح الجامعية.

لكن ظهور الوهابية، بعقيدتها الدوغمائية والمعزولة ستختل موازين الجزيرة المتعددة الأديان حيث مارست الأقلية المسلمة شرائعها تحت عقيدة شمولية، ليولد التعصب من ثنايا المد الوهابي المنتشر والذي له جذور ضاربة في تاريخ المملكة العربية السعودية مهددين بذلك حياة غير المسلمين والطوائف المسلمة الأخرى.

وبينما تصر المملكة العربية السعودية على أن الإيمان لايدعو إلى العنف إلا أنها تتعرض لانتقاذ دولي ضد تصديرها لمذهبها المتشدد لإذكاء التطرف والإرهاب في الخارج.

كان زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومعظم المشاركين في هجمات 11 سبتمبر 2001 من المملكة العربية السعودية، وقد استخدمت الدولة الإسلامية مناهج مدرسية سعودية داخل الخلافة التي نصبتها بنفسها في كل من سوريا والعراق.

اليوم في كاتانكودي تصطف أشجار النخيل الفخمة في الشارع الرئيسي كما لو أن المشهد المليئ بالبحيرات واحة في الصحراء إذ تكمل المشهد أكواب القهوة الشرق أوسطية المقدمة إلى جانب شاي سريلانكا الشهير.

يوجد في كاتانكودي أكثر من 60 مسجدا ل45000 نسمة والذين يشتركون معظمهم ينتمون لسلالات مسلمة محافظة بما في ذلك الوهابية. وهناك مسجد الجمعة الجديد الذي شيد مؤخرا والمصمم كنسخة طبق الأصل للأقصى في القدس أحد أقدس المواقع الإسلامية.

ابتداء من 2004، بدأ الشباب ذوو الوهابية من كتنكودي بمهاجمة الصوفيين الذين يمارسون شكلا باطنيا من الإسلام. وأجبرت مئات الصوفيين على مغادرة منازلهم إثر القنابل اليدوية.

مقتطف من مقال الصحفية Hannah Beech

                                    صحافي متدرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى