ثقافة وفن

أرفود أستوديو سينمائي يحكي تاريخ منطقة يغمرها الماء

جديد 24 - الغريبي سفيان

  يعتبر علماء الجيولوجيا والباحثون في علم الآثار مدينة أرفود، أكبر متحف مفتوح للمستحاثات (المتحجرات) في العالم بفضل تنوع وقدم حيواناتها البحرية والبرية المنقرضة والمتحجرة منذ ملايين السنيين  فهي أشبه بأستوديو سينمائي يحكي تاريخ منطقة كان يغمرها الماء .

  فحرفيوا المنطقة يحويلنها إلى تحف فنية غاية في الروعة، ويشغل هذا القطاع يدا عاملة مهمة، حيث توجه الأحجار الرخامية المستخرجة من الجبال الموجودة بالجماعة، و المستحاثات المنحوتة بدقة إلى التصدير الخارجي بشكل كبير وإلى بعض المدن المجاورة والبازارات المحلية .

  تضم مدينة أرفود أربعة  (4) أنواع من المستحاثات من ضمن 500 نوع يحتوي عليها الجنوب الشرقي للمملكة ،وهذه الأنواع تتمثل بالأساس في الأورطوسير والأمونيت (الصدفيات البحرية-350 مليون سنة) والكرينوويد (410 مليون سنة) والتريلوبيت (ثلاثية الفصوص) التي تعد أقدم كائنات مستحثة بعمر 500 مليون سنة .

  وتوجد كذلك بعض التحف النادرة بالمدينة كهياكل التماسيح و السلاحف و الديناصورات و الصفائح الصخرية الضخمة للمخلوقات بحرية متحجرة، فعلى سبيل المثال تم العثور سنة 2014 على هيكل عظمي لديناصور من فصيلة سبين وصور الآكلة للحوم والتي كانت تعيش منذ حوالي 95 مليون سنة، حيث وجدت بقاياه بالمدينة وتم عرضه مركب بمجموعة من العواصم العالمية كنيويورك ولندن….وهو ما أعطى للمدينة إشعاعا حضريا وثقافيا، جعل المدينة ترتفع أسهمها في القطاع السياحي .

  وهذه المعطيات جعلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنة 2000 تُصنف منطقة تافيلالت التي تقع بها مدينة أرفود ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، نظرا لتنوعها البيئي والجيولوجي والثقافي البشري، ما يعني أن كل ما تتضمنه هذه المنطقة يجب حمايته .

-صحفي متدرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى