رياضة

إعادة “النهائي الأفريقي” تعزز سطوة “الفار” في الملاعب العالمية

جديد24-صحف

أثار قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بإعادة مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، موجة من التساؤلات في الأوساط الكروية حول ما قد تسببه تقنية “الفار” من تغيير لمسار الأحداث في الملاعب العالمية مستقبلاً.

وكان الاتحاد الأفريقي قرر إعادة المباراة “الجدلية” في ملعب محايد بعد نهائيات كأس الأمم المقررة في مصر في وقت لاحق هذا الشهر.

وألغى الاتحاد الأفريقي مباراة الإياب بين الترجي وضيفه الوداد الرياضي في تونس بعدما توقفت طويلاً بسبب احتجاجات الفريق المغربي على إلغاء هدفه في الشوط الثاني عندما كان الفريق التونسي متقدما 1 – صفر على استاد رادس الأولمبي، لكن ما زاد من حدة الموقف هو إعلان الحكم عدم قدرته الاستعانة بتقنية الفار في المباراة بسبب تعطلها.

وانتهت مباراة الذهاب في المغرب بالتعادل 1 – 1 ليتفوق الترجي 2 – 1 في مجموع المباراتين ويحتفل حينها بلقبه الثاني على التوالي.

وقررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) خلال اجتماعها الطارئ الأربعاء الماضي إعادة المباراة بملعب محايد بعد نهائيات كأس أمم أفريقيا (مصر 2019)، معللة قرارها بعدم توفر ظروف اللعب والسلامة للسير العادي للمباراة.

وأضافت: «كما قررت اللجنة التنفيذية إلزام الترجي الرياضي بإعادة رمز (كأس) البطولة والميداليات إلى الكاف. كما قررت اللجنة التنفيذية اعتماد نتيجة مباراة الذهاب التي أقيمت في الرباط وانتهت بالتعادل (1 – 1)».

وكان رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد قرر عقب الأحداث التي شهدتها مباراة الإياب الدعوة لاجتماع طارئ للجنة التنفيذية للتشاور.

وتعادل الفريقان ذهابا 1 – 1 في الرباط، وفي الإياب تقدم الجزائري يوسف البلايلي بهدف للترجي قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الأول. واعتقد الوداد أنه أدرك التعادل في الدقيقة 59 لكن الحكم ألغى الهدف بداعي وجود تسلل.

وطالب لاعبو الوداد باللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد للتأكد من صحة هدف وليد الكرتي لكن الحكم رفض قبل أن يبلغهم بوجود مشكلة في هذا النظام بالملعب ليتوقف اللقاء لمدة طويلة.

وتدخل رئيس الاتحاد الأفريقي وتشاور مع مسؤولي الفريقين ومراقبي المباراة دون الوصول إلى حل. وبعد انتظار طويل قرر الحكم إلغاء المباراة واعتبار الترجي فائزا.

واستخدمت تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) للمرة الأولى على صعيد المسابقات الدولية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عندما تغلب المنتخب البرتغالي على نظيره السويسري في دوري أمم أوروبا، وربما يكون الاتحاد الأوروبي ممتنا لكون أهداف كريستيانو رونالدو الثلاثة (هاتريك) تصدرت عناوين الصحف.

وفي وقت مبكر من الشوط الثاني كان هناك لقطتان مثيرتان للجدل، في مباراة الدور قبل النهائي التي أقيمت أمس الأربعاء، التي أدت إلى إلغاء قرار باحتساب ركلة جزاء واحتساب أخرى بعد العودة لتقنية «فار».

في النهاية، لم يكن هناك أهمية لهذا الأمر، وتعادل المنتخب السويسري من ركلة جزاء قبل أن يسجل رونالدو هدفين في الدقائق الأخيرة من المباراة.

ولكن يويفا سوف يدون المشهد الهزلي في ملعب «الدراجاو» بمدينة بورتو، عندما توقف اللعب لأكثر من دقيقة ومع ذلك، فإن القرار الذي اتخذ لم يلق قبولا عالميا.

وقال فرناندو سانتوس مدرب المنتخب البرتغالي: «وفقا لما قيل لي، لم تكن ركلة جزاء، لذلك، يجب أن ننتبه لهذا. ليس من واجبي أن أحلل عمل الحكم، ولكنها مهمة هؤلاء الذين يملكون حق فعل هذا، وفي هذه القضية يويفا».

وبدأت الدراما عندما سقط اللاعب السويسري ستيفين زوبير على أرضية الملعب أثناء ملاحقته لكرة طولية. وبعد ذلك شن المنتخب البرتغالي هجمة مرتدة، ساعدهم في ذلك لاعبو المنتخب السويسري الذين قاموا بإيماءات بأيديهم للعودة للتلفزيون بدلا من التركيز على الدفاع.

وتعرض برناردو سيلفا للعرقلة من قبل قابيان شاير داخل منطقة جزاء المنتخب السويسري مما أدى إلى توقف المباراة، واحتسب الحكم فيليكس بريش ركلة جزاء، واتجه للقطات التلفزيونية من أجل مشاهدة الواقعة السابقة.

من هنا بدأت الأمور الصعبة. بعد إعادة اللقطة أكثر من مرة، الالتحام البسيط بين زوبير ونيلسون سيميدو كان من الممكن رؤيته. هل كان متعمدا؟

يكاد من المؤكد غير متعمد. هل كان ذلك كافيا لجعل زوبير يسقط أم هل تعمد السقوط. فقط شخص واحد، زوبير نفسه، يعلم الإجابة الحقيقية، والجميع، بما فيهم بريش، كان عليهم التخمين.

وقال فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب السويسري: «أرى استخدام الفار كثيرا في البرتغال، ألمانيا، إيطاليا. ولكن لم يسبق أن شاهدت موقفا للفار مثل هذا. في دقيقة واحدة وفي منطقتي الجزاء فرصتان لمنح ركلتي جزاء، أو منح واحدة لأي من الفريقين».

وكما كان متوقعا، على عكس الفريق الذي احتسب ضده ركلة الجزاء واعتبروا أنه عقاب خاطئ، قال بيتكوفيتش، إنه لا يمكنك رؤية عرقلة زوبير بشكل فوري.

في الواقع فار لم يحسم شيئا، باستثناء تعطيل المباراة لأكثر من دقيقة. حتى هؤلاء الذين كانوا مقتنعين بصحة احتساب ركلة الجزاء سيجدون صعوبة في قول إن بريش تغاضى عنها متعمدا.

وقال بيتكوفيتش: «يجب أن نتقبل هذا، بغض النظر عما إذا كانت النتيجة لنا أم ضدنا. هكذا سيسير الأمر في المستقبل»، وأضاف أن بريش تعامل معها بشكل جيد.

وقال سانتوس إنه يتعين على الذين يتولون هذه المهمة أن يلقوا نظرة عن قرب بشأن هذه الأزمة، كما حذر «وإلا، سينتهي بنا الأمر بقول إن الفار ليس شيئا ضروريا».

وأكد: «أعتقد أن فار أداة جيدة، ولكن لسوء الحظ، في بعض الأحيان لا يكون كذلك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى