السياسية

الغش السياسي من يحاكمه ؟

جديد24

الحقيقة أنه من السذاجة بمكان الاعتقاد بأن الأحزاب “الغشاشة” يمكنها أن تنتج وتؤهل أطر قادرة على المشاركة و بناء قوانين تمهد الطريق إلى إستكمال البناء الديمقراطي، فهذا من الأحلام، بل من الخرافات التي يمكن تصورها حتى في الخيال.

ولذلك فإن الخطاب الذي يحاول الاستخفاف بعقولنا المواطنين معتمدا في ذلك على الهمس الديني، لا يمكنه أن يقنعنا بتركيبته المغشوشة، ولا يمكن أن تقبله عقولنا ولا تقره التجارب التي يعيشها الناس، خاصة إذا ثبت أن هذا الخطاب له وجهين وجه “ذو تقوى” ووجه هدفه المصلحة.

هذا النوع من الغش السياسي لن يمكن أن يمر بمنطق العقل وبمنطق السياسة فالأحزاب التي تجمع أطرها ك”جامع الحطب” من أجل أغلبية مزعومة لا يمكن ان تنتج مشروع إصلاحي، فهي قادرة فقط على إنتاج جماعة من المنتفعين بلباس أخلاقي و هدف برغماتي.

وقبل ان تتحدث عن خرافة “الإصلاح” عليها ان تبدأ أولاً أن تعلن الحقيقة كل الحقيقة أمام جميع المواطنين دون تمييز، ودون اشتراط التسليم المسبق بمفاهيم أخلاقية كاذبة!

فإذا فعلت ذلك وقتها يمكن الحديث أن الغش السياسي تم وأده من مهده، هذا بالرغم من اننا نشك انها ستكون قادرة على فعل ذلك، لأنها لو فعلته ستكون كمن ينتحر وينهي بنيانها العقدي والنظري، فينفرط من حولها الجزء الأكبر من الجمهور الذي انخرط فيها أصلاً لقناعات برغماتية بالدرجة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى