لا تنشر هنا

ليلة 27 … ليلـة مقدسة بظواهر مدنسة

جديد24

احيى عدد كبير من المغاربة، يومه (السبت)، ليلة 27 من رمضان التي تعد واحدة من أقدس الليالي عند الله واعتبرها أهم من ألف شهر، واختارها لتنزيل القرآن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، في وقت تمثل فيه بالنسبة إلى آخرين فرصة للفتك بالخصوم، أو تقريب الأحبة عن طريق أعمال السحر والشعوذة التي تنشط على نطاق واسع في هذه الليلة.

ويحار باحثون في علمي الاجتماع والنفس في تفسير عدد من الظواهر المدنسة التي تدور في فلك ليلة مقدسة، إذ في الوقت الذي ينشغل البعض بالصلاة والقيام والصدقة والتهجد والدعاء وقراءة القرآن وختمه، ينغمس البعض الآخر في تهييء “الحجابات” وتذويب اللدون وحرق الخرق والشموع وإطلاق البخور وكتابة الطلاسم على الصور وبقايا الملابس وغيرها من الممارسات، التي يكون هدفها دفع شر، أو جلب خير.

ي. س

مغاربة يؤكدون أنها تقتصر على فئات محدودة وأن السائد هو قضاء الليلة في الصلاة وزيارة الأقارب

مع اقتراب انتهاء شهر رمضان، تعود الاستعدادات على قدم وساق، ويبتهج “العطارة” و”الفقها”، بعودة وشيكة لممارسات مرتبطة بالدجل والشعوذة مازالت طاغية على بعض الأحياء الشعبية، ممن تستقبل وفود الزبائن، فرادى وجماعات، اغتناما لفرصة لن تتكرر إلا بعد سنة.

هذه المظاهر، أكيد غير عامة، بل مكروهة عند جزء لا يستهان به، “لكنها للأسف واقع، لا يمكن أن نغطيه بالغربال”، تقول عواطف، ربة بيت، مؤكدة، أنه إذ كانت الأغلبية الساحقة من المغاربة، ترى في ليلة القدر من أعظم ليالي رمضان، يخلدها المغاربة بكثير من مظاهر التقديس والاحتفال والإقبال على المساجد لقيام الليل والتعبد إلى غاية صلاة الصبح لليوم الموالي، حتى أن بعض الأشخاص لا ينامون إطلاقا، بل يحفزون حتى الأطفال لمراقبة ما يطلق عليه “فتح أبواب السماء” ليطلبوا ما يشاؤون تحقيقه، حسب اعتقادهم، أن كل من صادف هذه الليلة، فأمنياته ستتحقق، وهناك فئة ثانية، ترى فيها فرصة لا تعوض لتقريب المراد وتحقيق الغايات، “فكما يقال ليلة القدر هي الليلة التي تفك فيها أغلال الجن ويمكن استعمالهم من جديد”، تضيف بكثير من السخرية “يقال حتى إنهم يكونون في أقوى فتراتهم ومستعدين للانتقام من فترة تكبيلهم وخدمة من يطلب خدماتهم”.

وترى إلهام، طالبة بكلية الحقوق، أن من يقبل على مظاهر السحر والشعوذة في رمضان، أو ليلة القدر تحديدا، هم في الغالب الأشخاص نفسهم الذين يؤمنون ومقتنعون، بجدوى مثل هاته الممارسات، ويمارسونها فعلا طيلة السنة، لأنهم أسيرو، إلى الآن، المعتقدات، التي تستفيد من الأمية والجهل اللذين تعانيهما شرائح واسعة.

وتعرف بعض الأحياء الشعبية، سواء بالرباط أو سلا، أو تمارة، طقوسا خاصة لإحياء ليلة القدر للراغبين التقرب إلى خدمات الجن، إذ تقدم القرابين، كانت ذبائح لتيوس أو دجاج أسود اللون، فيما أصوات أنغام عيساوة أو كناوة تملأ المكان. “هذه الاحتفالات صارت معروفة، ولا تزعج جيران من يقوم بها”، تضيف إلهام، التي أكدت أن العديد من العائلات، ممن تؤمن بهاته الممارسات، لا تجد حرجا في القيام بطقوس وإن كانت أخف، إلا أنها تندرج تحت الخانة ذاتها، “فهناك مثلا من يسكب الحليب أمام عتبة المنزل، أو في مجاري المياه، ومن يزور أضرحة خاصة.

من جهته، أكد يوسف، إطار بالقطاع الخاص، أن المفروض أن يقبل الناس،  في رمضان على طاعة الله، ويسعوا إلى التقرب منه، سيما أنه من المعروف أن  رمضان شهر التوبة والعودة إلى الله، مؤكدا “هذا ما يقع بالفعل، إذ تغص المساجد بالمصلين، سيما في العشر الأواخر، التي تتحول إلى فرصة للتنافس في فعل الخير، صياما وقياما وذكر الله ومناجاة له، في ليلة هي خير من ألف شهر، من أدرك فضلها فقد أدرك الفضل كله والخير كله”، مؤكدا أن هاته الممارسات هي السائدة، وغيرها استثناء، “موجود صحيح لكن لا يمكن القياس عليه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى