حول العالم

واشنطن ترسل تعزيزات جديدة إلـى الشرق الأوسط.. وموسكو تحذِّر من “تـصاعد التوتر”

عززت الولايات المتحدة، مجدداً، وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بعد إعلان طهران أنها ستتجاوز قريباً الحد المسموح به من احتياطيها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي، وفيما حذرت روسيا من «تصاعد التوتر» في هذه المنطقة «غير المستقرة أساساً»، طالبت السعودية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة، لتأمين حركة النقل في الممرات المائية بالمنطقة. يأتي ذلك فيما نشرت واشنطن، أيضاً، صوراً جديدة، قالت إنها تدين طهران في الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان، الأسبوع الماضي.

وتفصيلاً، قال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، باتريك شاناهان، إن «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد صحة المعلومات الاستخبارية ذات الصدقية والموثوق بها، التي تلقيناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية». لكن الوزير الأميركي شدد على أن «الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران».

وقال شاناهان «سمحت بإرسال 1000 جندي إضافي لأهداف دفاعية، من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «ستواصل مراقبة الوضع بدقة»، من أجل «تعديل حجم القوات» إذا اقتضى الأمر.

وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود، بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات، وبالاتفاق مع رئيس الأركان، وبعد التشاور مع البيت الأبيض.

وجاء إعلان شاناهان بعد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق جديدة، تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النرويجية واليابانية في خليج عمان.

وتعرضت ناقلتا النفط، الخميس الماضي، لهجومين لم يحدد مصدرهما قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

ويظهر في 11 صورة جديدة التقطتها مروحية «سيهوك»، تابعة للبحرية الأميركية ونشرها البنتاغون، جسم معدني دائري، يبلغ قطره نحو ثمانية سنتيمترات، وملتصقاً بجسم ناقلة النفط اليابانية «كوكوكا كوريجيوس».

وقالت وزارة الدفاع إن هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكد واشنطن أن الإيرانيين ثبتوا هذا اللغم على السفينة، ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم.

وفي صورة أخرى، بدت الفجوة التي خلفها على جسم الناقلة نفسها لغم آخر انفجر. ووفقاً للبنتاغون فإن قطر الفجوة يزيد على متر.

وقال البنتاغون، في بيان، إن «إيران مسؤولة عن هذا الهجوم، كما تثبت ذلك أدلة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر».

من جهته، تحدث شاناهان عن «السلوك العدائي لإيران وللجماعات التي تدعمها، الذي يهدد مواطني الولايات المتحدة ومصالحها في جميع أنحاء المنطقة».

ويرى خبراء متفجرات في البحرية الأميركية أن المكان الذي اختير لتثبيت الألغام على جسم السفينة، فوق خط المياه يدل على أن الهدف لم يكن إغراق السفينتين.

ولكن الطريقة التي استخدمت في إزالة اللغم الذي لم ينفجر – أي نحو 10 عناصر على متن قارب سريع مزودين بسترات نجاة، لكن دون معدات مضادة للانفجار، كانت في الواقع طريقة خطرة للغاية، وفقاً لأحد هؤلاء الخبراء الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم. ووصف هذا الخبير العملية بأنها «سيناريو شديد الخطورة».

وفتحت الولايات المتحدة تحقيقاً بالتعاون مع دول عدة أخرى لم تسمها.

لكن دول الاتحاد الأوروبي أبدت حذراً في تحديد المسؤوليات عن الهجمات على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي في مياه الخليج، ورفضت، خلافاً للندن، تبني اتهامات واشنطن لإيران.

من جهتها، أعلنت إيران أن احتياطيها من اليورانيوم المخصب سيتجاوز، اعتباراً من 27 يونيو، الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.

وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، الإثنين: «اليوم بدأ العد العكسي لتجاوز الـ300 كلغ لمخزونات اليورانيوم المخصب، وخلال 10 أيام أي في 27 يونيو، سنتجاوز هذه الحدود».

لكن واشنطن دعت العالم إلى عدم الرضوخ «للابتزاز النووي» الإيراني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس: «يجب ألا نخضع للابتزاز النووي. نواصل دعوة النظام الإيراني للامتثال لالتزاماته تجاه المجتمع الدولي».

من جهتها، دعت روسيا، حليفة طهران، إلى «ضبط النفس»، محذرة من «تصاعد التوتر». وطالبت موسكو الولايات المتحدة، أمس، بالتخلي عما وصفته بالخطط الاستفزازية لنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط والكف عن الأفعال، التي بدت كأنها محاولات متعمدة لإشعال حرب مع إيران.

وجاءت التصريحات على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لوكالات أنباء روسية وبعد إعلان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان، عن اعتزام واشنطن إرسال نحو ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط لأغراض دفاعية.

وقال ريابكوف للصحافيين إن موسكو حذرت واشنطن وحلفاءها الإقليميين مراراً مما أسماه «تصاعد التوتر والتهور في منطقة متفجرة».

وأضاف «الآن ما نراه هو محاولات أميركية متواصلة ومستمرة لتكثيف الضغط السياسي والنفسي والاقتصادي وأيضاً العسكري على إيران بطريقة استفزازية تماماً. لا يمكن وصف (هذه الأعمال) إلا على أنها مسار متعمد لإشعال الحرب».

وقال ريابكوف إنه إذا كانت واشنطن لا تريد الحرب، فعليها أن تظهر ذلك. وأضاف «إذا كان الأمر كذلك حقاً، فعلى الولايات المتحدة أن تتراجع عن تعزيز وجودها العسكري».

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، طهران إلى «التحلي بالصبر والمسؤولية»، معبراً عن أمله في تجنب «تصعيد»، فيما تعمل باريس بشدة لإبقاء الاتفاق سارياً.

وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، إن العالم «يشيد» بالتزام إيران بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وصرح روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء: «اليوم نحن في مواجهة مع أميركا، حيث لا أحد في العالم لا يشيد بإيران».

وتابع أن «إيران أوفت بما وقعت عليه، إيران التزمت بالاتفاقات الدولية والطرف الذي يقف بمواجهتنا اليوم، هو الطرف الذي سحق كل المعاهدات والاتفاقيات والاتفاقات الدولية».

وفي الرياض، طالبت السعودية، أمس، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة، لتأمين حركة النقل في الممرات المائية بالمنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن وزير الإعلام، تركي بن عبدالله الشبانة، القول، بعد اجتماع لمجلس وزراء السعودية، أمس، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن مجلس الوزراء تناول مستجدات الأحداث وتطوراتها، وجدد استنكار المملكة «لجميع الأعمال العدائية والإرهابية، التي تهدد حرية الملاحة وأمن الإمدادات النفطية وسلامة البيئة، ومنها الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له ناقلتان في خليج عمان».

ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى «الاضطلاع بمسؤولياته المشتركة، واتخاذ إجراءات حازمة لتأمين حركة النقل في الممرات المائية بالمنطقة، تحسباً للتداعيات الخطيرة لمثل تلك الحوادث على أسواق الطاقة، وخطرها على الاقتصاد العالمي».

كما جدد المجلس استنكار «الأعمال والممارسات الإرهابية وغير الأخلاقية، التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين» في السعودية.


ميركل تؤيد موقف واشنطن  تجاه إيران

حثت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، على التوصل إلى حل سلمي، في شأن الهجمات على سفن تجارية في خليج عمان.

وعن موقف الحكومة الأميركية، الذي يتهم إيران بالتورط في هذه الهجمات، قالت ميركل، أمس، في برلين خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني الجديد، فولوديمير زيلنسكي: «نأخذ هذه التفسيرات على محمل بالغ من الجد، وهناك أيضاً أدلة قوية».

وذكرت ميركل أنه رغم ذلك، فإن المفاوضات مثل التي جرت خلال زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لإيران هي الطريق السليم، داعية القيادة الإيرانية إلى التمسك بالاتفاق النووي الدولي، محذرة من العواقب حال عدم حدوث ذلك. برلين – د.ب.أ

الصين تحذِّر من فتح «أبواب الجحيم»

حذر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، العالم، أمس، من فتح «أبواب الجحيم» في منطقة الشرق الأوسط، وندد بالضغوط الأميركية على إيران، داعياً إياها لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

وقال في بكين، خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد اجتماعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن الولايات المتحدة ينبغي ألا تستخدم أساليب «الضغط المبالغ فيه»، عند تسوية الأمور مع إيران.

وأضاف أن أي «سلوك أحادي» ليس له أساس في القانون الدولي، ولن يؤدي سوى إلى «خلق أزمة أكبر».

وترتبط الصين بعلاقات وثيقة مع إيران في مجال الطاقة، وأغضبتها تهديدات وجهتها الولايات المتحدة للدول، والشركات التي تنتهك العقوبات الأميركية باستيراد النفط الإيراني، بما في ذلك الشركات الصينية.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى