تربية وتعليم

أمزازي: تحقيق التماسك الاجتماعي والتنوع في المدرسة هو الرهان الحقيقي

أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، اليوم الاثنين بأصيلة، أن الحكومة جعلت من دعم السياسات والبرامج الاجتماعية إحدى أولوياتها الأساسية، من أجل تعزيز التنمية البشرية والتماسك الاجتماعي والمجالي.

وقال أمزازي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لندوة حول “التماسك الاجتماعي والتنوع في نظم التعليم العربية” ضمن فعاليات الدورة الحادية والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، إن برامج الدعم والحماية الاجتماعية تحظى بعناية خاصة على أعلى مستويات الدولة، حيث ما فتئ جلالة الملك محمد السادس، في مناسبات عدة، يلح على النهوض بهذا الجانب، آخرها خطاب العرش لسنة 2018 الذي دعا فيه جلالته الحكومة وجميع الفاعلين المعنيين إلى القيام بإعادة هيكلة شاملة وعميقة للبرامج والسياسات الوطنية في مجال الدعم والحماية الاجتماعية، وإعطائها دفعة قوية، بما فيها البرامج المخصصة لدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي.

وأضاف الوزير أن هذا ما جسدته الحكومة عبر جملة من البرامج الرامية إلى تعزيز خدمات التربية والتكوين والخدمات الصحية، ومحاربة الفوارق الاجتماعية والمجالية والقروية، والتصدي للهشاشة والفقر، وصيانة التماسك الاجتماعي والأسري.

ويندرج في هذا الصدد، على وجه الخصوص، بحسب الوزير “صندوق دعم التماسك الاجتماعي ” الرامي إلى المساهمة في تمويل برامج الدعم الاجتماعي المختلفة، بما فيها المساهمة في النفقات المتعلقة بمكافحة الهدر المدرسي، إضافة إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي انطلقت منذ سنة 2005 بتعليمات ملكية سامية.

ولفت المتحدث إلى ما حققته المنظومة التربوية المغربية من تقدم هام في مجال تعميم التعليم الإلزامي، جعلت نسبة التمدرس تصل في المرحلة الابتدائية بالنسبة للأطفال من الفئة العمرية 11-6 سنة إلى 99,8 في المائة، وفي المرحلة الإعدادية بالنسبة للأطفال من الفئة العمرية 14-12سنة إلى 9 في المائة.

وأبرز أن منظومة تحقيق التماسك الاجتماعي والتنوع في المنظومة التربوية المغربية، ترتكز على عدة مداخل رئيسية أهمها برنامج الدعم الاجتماعي، تنمية أنشطة الحياة المدرسية، تطوير وتنويع النموذج البيداغوجي، تعميم التعليم الأولي تفعيل التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة.

وأكد أن تحقيق التماسك الاجتماعي والتنوع في المدرسة رهان مطروح على مختلف الأنظمة التعليمية العربية، وهو مجال يمكن أن يشكل محورا للعمل العربي المشترك، للاستفادة من مختلف الإمكانات والخبرات والتجارب الناجحة التي تختزنها مختلف النظم التعليمية العربية، “للارتقاء بمستوى تعليمنا، الذي هو المحدد الحاسم لتنمية شعوبنا وتقدم مجتمعاتنا العربية”.

من جهتهم أكد المتدخلون على ضرورة التوفيق بين متطلبات الاندماج الاجتماعي من جهة ومتطلبات الابداع والحركية من جهة أخرى، مبرزين الدور الذي تلعبه الثورة المعلوماتية الراهنة في إعادة تصور وبناء النظم التعليمية ، بما يضمن توطيد الاندماج الاجتماعي وتنوع نظم التعليم العربية.

وعرفت الندوة الممتدة على مدى يومين، مشاركة دبلوماسيين وباحثين من كافة الدول العربية، تناولوا محاور أساسية تتعلق بالمنظومة التعليمية ورهانات التحول الاجتماعي في العالم العربي، والنظم التعليمية وإشكالات الهوية الثقافية في المجتمعات العربية، ثم الرهانات المستقبلية لنظم التعليم العربية.

يذكر أن موسم أصيلة الثقافي، المنظم من قبل مؤسسة منتدى أصيلة من 21 يونيو إلى 17 يوليوز تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يسهر منذ 41 سنة على تشجيع كل أشكال الإبداع الإفريقي، لاسيما في مجالات الشعر والفكر والموسيقى والفنون التشكيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى