السياسيةسلايدر

هل وزارة الثقافة والاتصال مؤسسة دستورية أم ملحقة حزبية حركية تأتمر بأوامر سيدتكم وحليمتكم ؟؟

راسل الكاتب العام لجمعية مهرجان الثقافة والفنون عبد العزيز برعود وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج متأسفا على تنصل الوزير من وعوده للمهرجان ، الرسالة التي حملت إشارات عديدة توضح ما يعيشه العمل الثقافي الجاد والمغاير لطموحات ورغبات السياسيين بالمغرب ويكشف معايير استفادة الجمعيات المقربة من دوائر السياسيين ، ولأهمية الرسالة ننشرها كاملة ..

سيدي الوزير ..

يؤسفنا ان نبعث اليكم برسالتنا هاته ونحن على يقين تام انكم لن تقرأوها وحتى ان قرأتموها لن تعيروها اهتماما لأنها ليست ضمن اولوياتكم واهتماماتكم ولانها خالية من كل ريع سياسي وليس بها ختم سري ولم يتبعها هاتف خاص .

سيدي الوزير ..

لقد وعدتمونا باتفاقية شراكة كاملة مع جمعيتنا من أجل تنظيم مهرجان فني وثقافي يحتوي على فقرات متنوعة و التزمتم أمام عدد من النواب والمسؤولين بتفعيل هذه الاتفاقية لمدة 5 سنوات وبسيولة مالية تقدر ب19 مليون في أفق تمديدها على مراحل واذا بكم تتنصلون من التزاماتكم في اخر المطاف تحت مبررات واهية بعد ان كنا قد صدقنا وعودكم واجرينا كجمعية جميع الترتيبات والإجراءات الأولية ووقعنا عقودا مع فنانين ومنظمين ومستشهرين واشرفنا بمساعدة السيد عامل الإقليم وبشراكة مع مؤسستي المكتب الشريف للفوسفاط والمجلس الجماعي للمدينة وباقي المتدخلين مشكورين جميعا على مجهوداتهم الجبارة بانجاز وتجهيز محرك للفروسية وفضاء للتعاونيات ومعرض للفنون التشكيلية والبسنا مدينتنا المنكوبة حلة الفرح والبهاء فاستبشر سكان المدينة والقرى المجاورة خيرا بهذا العرس الاحتفالي الكبير وكدا فرسان الخيل والتجار واصحاب الطاكسيات و المهن الموسمية الحرة واعتبر الناس التفاتكم النبيلة هاته بمثابة التذكر و الافتكار في ظل الحصار الشامل المضروب على المدينة ثقافيا وفنيا ورياضيا بل وصفك البعض من عامة البسطاء بنبي الفرح والرزق بعد السبع عقود العجاف التي مرت على علينا كعصر كامل بدءا من عام المجاعة إلى الاحتلال الأجنبي الى اكتشاف الثروة اللعينة وتهريبها وتهجير السكان من أراضيهم وترحيل كل الوحدات الصناعية في حكم عقاب امتد منذ فجر الاستقلال الى الان جزاء لها على ثورثها المجيدة .

سيدي الوزير ..

نسائلكم اليوم لما تتحملونه من مسؤولية سياسية وأخلاقية وما تحضون به من ثقة ملكية سامية عن مدى صلاحياتكم كمسؤول أول عن قطاع الثقافة ببلادنا ، بيدكم اليات التنزيل الفعلي والمنهجي والتنظيمي والتأطيري للبرنامج الثقافي والفني المتفرع عن البرنامج الحكومي العام، وعن ما انجزتموه وما حققتموه من فعل وتحصيل ثقافيين لشعب وأمة تمتد حضارتها العريقة لأكثر من 12 قرنا أنتجت خلالها مسيرة من الفكر الإنساني منذ ان توليتم مسؤولية وزارة الثقافة والاتصال

والحقيقة أن الثقافة التي كرستموها منذ قدومكم الى هذه الوزارة هي ثقافة الخنوع والامتثال .. والاتصال الذي تنفدون مراسيمه هو الانصات الخفيظ لتعليمات السيدة العليمة في حزبكم صاحبة الصولة والقرار..سيدة الولاءات.. إلهة المراسيم ،مانحة صكوك التزكيات ،التي لا يشق لها غبار حيث لاضير في ذلك فالكنديسة بفضلها تعلق النياشين وتطرز الكراسي ويعلى الشأن والمقام

سيدي الوزير ..

نسائلكم عن مصير الأموال المرصودة لتطوير الكتاب ودعم المبدعين والادباءوالفنانين ومن هم المستفيدون من بطاقة الفنان ذات الوجهين وعن سخائكم الحاتمي اللامحدود في اغداق المال العام على مهرجانات ترضي انصاركم و تخدم اجندتكم السياسية والحزبية أكثر مما تخدم الثقافة والفن والثراث.. نسائلكم عن صدى و اشعاع المغرب الثقافي وحضارته وتاريخه وفكره وثراثه بين الأمم الشعوب ذات التاريخ التليد في عهدكم .. نسائلكم بصفتكم وصيا على قطاع الثقافة والاتصال هل لديكم سلطة حقيقية على مهرجانات المجون والجنون الدخيلة والهجينة التي لاتمثل هويتنا ولا ثقافتنا ولا اعرافنا والتي تصل ميزانيتها إلى أعلى درجات الهدر والتبديد حسب سلم الريع ام ان الامر أكبر منكم ومن مؤسستكم الثقافية !؟

فكيف لكم السيد الوزير ان تلغوا احتفالا عاما وفرحا شعبيا عارما بمناسبة ذكرى وطنية عزيزة على كل المغاربة باتصال خاطف فقط لأن احد اعضاء الجمعية ليس من ضمن قائمة دائرتكم السياسية المقربة وليس من أنصار حليمتكم التي خرت صريعة في الانتخابات الجهوية الأخيرة فاستعملت حق الفيتو في حقنا كجمعية غير موالية انتقاما واستصغارا.

ختاما نسائلكم السيد الوزير هل وزارة الثقافة حقا مؤسسة دستورية عمومية في خدمة كل المغاربة على حد سواء ام هي ملحقة حزبية /حركية خاصة ترتع فيها لوبيات الفساد والتحكم كيفما شاءت والا كيف تفسرون عدم التزامكم واغلاقكم صنبور الدعم على جمعية ثقافية مستقلة بعيدة عن صراعاتكم الحزبية والانتخابية الضيقة كي تعاقبوها بعدم تنفيذ وعود وبنوذ الشراكة المتفق عليها تحت درائع واهية الا تعلمون انكم بذلك تسيئون لأنفسكم و للمؤسسات وتبخسون فلسفة الدستور ومراميه وتضربون في العمق دولة الحق والقانون !!؟

عبد العزيز برعود
الكاتب العام لجمعية مهرجان الثقافة والفنون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى