سلايدرقضايا وحوادث

أغاني “البوز”..سرعة العبور نحو الشهرة والانتشار

استطاعت الأغنية الشبابية المغربية أن تفرض وجودها في الساحة الفنية، خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من موجة الانتقادات الكبيرة التي توجه لها من لدن عشاق و رواد الأغنية الكلاسيكية المغربية، حيث تحولت في نظر عدد من الأسماء الفنية الصاعدة بمثابة البوابة السريعة نحو تحقيق الشهرة والانتشار في العالم العربي.

وبين مؤيد ومعارض لهذه الأغنية الشبابية السريعة توزعت آراء فنانين من الجيلين وملحنين ونقاد استقى موقع “جديد24” آراءهم.

الملحن والمطرب المغربي محمد زيات، اصطف ضمن الفريق المعارض للأغنية المغربية الشبابية، معتبرا أن واقعها لا يسر عدوا ولا صديقا، بالنظر إلى سطحية مضامينها وافتقارها لأي قيمة فنية مضافة.

ورغم اعترافه بأن الأغنية الشبابية ساهمت في تحقيق انتشار للهجة المغربية في العالم من خلال الاستثمار في مواقع التواصل الاجتماعي ومنصة “اليوتوب” من أجل الترويج لها، إلا أن ذلك في نظره لا يعكس المستوى الحقيقي لأغنية المغربية ولا رصيدها التاريخها، مؤكدا أن الأغنية إذا تجردت من رسالتها الإنسانية تحولت إلى سلعة للمتاجرة والارتزاق وطريقا سهلا نحو تحقيق شهرة زائفة.

في المقابل يرى الفنان المغربي عصام كمال، أن المجهودات التي يبذلها الفنانون الشباب المغاربة تستحق الاعتراف والتشجيع، مقسما الأغنية الشبابية إلى قسمين أغنية أصلية بألحان دخيلة” و كلمات تثير الانتباه و هي ما يصطلح عليه بأغنية “البوز” أو “الكلاش” ، بالمقابل هناك أغنية شبابية ناجحة قلبا و قالبا بكلمات و ألحان جديدة و جميلة محترمة تستحق كل التنويه إلا أنها تبقى قليلة بالمقارنة مع سابقتها.

وأضاف عصام في تصريح لـموقع “جديد24″، أن التصوير عبر الكليب عرف تحسنا ملحوظا ساهم في نجاح الأغنية الشبابية، مؤكدا أن التاريخ والجمهور كفيلان بمنح شهادة الحياة والاستمرارية لهذه الأغنية و تقييم نجاحها من عدمه.

وهو نفس الرأي الذي وافقه إياه الفنان توفيق البوشيتي، حيث أكد أن متطلبات العصر أملت هذا التركيب، و الشكل السريع للأغنية الشبابية المغربية، على نفس منوال السرعة التي أصبح تعرفها سرعة العمل والحياة، متجاوزة بذلك الزمن التقليدي الأصيل الذي كانت تنبني عليه الأغنية الكلاسيكية.

وأضاف الفنان والمنشط الإذاعي خريج برنامج أستوديو “دوزيم”، أنه يحق للشباب الاستمتاع بهذه الأغنية الشبابية، والتي يمكن أن تنبني على لحن واحد بمقامين محصورين بمدد زمنية وبكلمات و أسطر قليلة، وموسيقى تقدم في “الكوبلي” الأول و الثاني بـ” ايفيهات” جديدة تثير الاستغراب لينتهي العمل الفني الذي أصبح رهينا بالوقت، ومحددا في حاجز الأربع دقائق، لكي يبث عبر أمواج الإذاعات الوطنية، وهي محاولة من المبدعين الشباب كذلك للترفيه عن المستمع المنشغل بأعباء الحياة، خلاف للأغاني القديمة الموزونة، والتي لا يمكن أن يؤديها أي فنان إلا بتوفر “دولاب” موسيقي بمدة زمنية كافية، وبـ”نوطات” مضبوطة المكان و الزمان .

كما أشار البوشيتي، أن “الكليب” ساهم بشكل كبير في هذا النجاح، بعد أن تعدت الأغنية ماهو سمعي إلى الصورة التي أصبحت تحتل حيز زمني مهم في العملية، مضيفا أن التكنولوجيات الجديدة تجاوزت الفيديو كليب إلى تقنيات جديدة مثل “الأتوارك” و عدد من الأفكار الجديدة، لتسهيل الإبداع من خلال تسخير برامج أكثر تطورا لخدمة الأغنية من قبيل تزين الصورة و اللقطة المناسبة و غيرها .

وخلافا لهذا الرأي، عاب الفنان المغربي محمود الإدريسي الذي يعد من رواد الأغنية الكلاسيكية المغربية، على بعض حملة مشعل الأغنية الشبابية السريعة استعمالهم لكلمات الشارع المتداولة و السريعة الاستهلاك بـ”ذكاء” كبير، وإلباسها بعض الإيقاعات الدخيلة، والتي لا تمت لموسيقتنا بصلة، مبتعدين عن التراث الموسيقي المغربي الغني والمتنوع جريا وراء المشاهدات و المتابعات.

وآخذ الإدريسي على الشباب افتقارهم لحس البحث والتنقيب في مجال الأغنية المغربية التراثية ، والسعي نحو تطويرها مقابل هوسهم بالأغنية الاستهلاكية السريعة الانتشار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى