أخبار وطنيةجديد24سلايدر

حقيقة بناء النصب التذكاري “للهولوكست” قرب مراكش

ما حقيقة اقدام مواطن ألماني على بناء نصب تذكاري في جماعة آيت فاسكا قرب مراكش لتكريم ضحايا الهولوكست، خاصة المثليين منهم؟

بدأت القصة حينما خرج المواطن الألماني “أوليفر بينكاوسكي” الأسبوع الماضي بتصريحات في عدد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية، خاصة الإسرائيلية للحديث عن قيام منظمة يترأسها تدعى “بيكسل هيلبر”بتشييد نصب تذكاري للهلوكوست في جماعة آيت فاسكا التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 25 كلم.

وكشف المواطن الألماني في تصريح لصحيفة “جيروزاليم الإسرائيلية” أن منظمته تعكف على تأسيس مركز تعليمي لتدريس تاريخ المحرقة، كما سيقوم بعرض مسرحيات وتقديم عروض حية حتى يفهم الناس ما عاناه اليهود جراء الأعمال الوحشية التي قام بها هتلر ضدهم.

وأشار “بينكاوسكي” أن هذه المعلمة التذكارية التي تؤرخ للمحرقة هي الوحيدة من نوعها في شمال أفريقيا، والثانية على مستوى القارة حيث يوجد مركزآخر في جنوب إفريقيا،  معتبرا أن إقامتها ستعزز العلاقات بين الدول الإسلامية واليهود.

وبحسب تصريح آخر أدلى به  “أوليفر بينكاوسكي” لموقع “يا بلادي”، فإن النصب التذكاري الذي يقوم بتشييده يحمل “ألوان قوس من أجل تكريم اليهود المثليين الذين قتلوا في معسكرات الاعتقال الأوروبية.

ونشر المواطن الألماني، عددا من الصور على صفحته بالفيسبوك وانستغرام توثق بناء النصب التذكاري، كما دعا اليهود في إسرائيل إلى التبرع من أجل إقامة أكبر نصب تذكاري للهولوكست، والأول من نوعه في شمال إفريقيا.

كما فتح باب التبرع من أجل تلقي المساعدات لإقامة مشروعه، حيث حصل على 100 ألف يورو من متبرعين لم يعلن عنهم.

 

من هو “أوليفر بينكاوسكي”؟

بحسب سيرته الذاتية المنشورة على منصة “تيدكس مراكش”، فإن “بينكاوسكي” من مواليد 1982 بألمانيا.

وقد بدأ عمله متخصصا في الأمن المعلوماتي، حيث أسس شركة لهذا الغرض، قبل أن يبيعها، ويتحول إلى مناضل ضد الظلم الاجتماعي.

وعرف “ينكاوسكي” بتنظيم أشكال احتجاجية باستعمال الإضاءة على المباني، حيث قام في ماي 2016 برسم لوحة ضوئية على مبنى السفارة السعودية في برلين تضمنت علم تنظيم “الدولة الإسلامية” وعبارة “بنك داعش”، في اتهام مباشر للسعودية بتمويل داعش، كما قام مرة أخرى بعرض صورة ضوئية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشارب هتلر.

حقيقة مشروعه في المغرب

في الوقت الذي أعلن المواطن الألماني عن موعد الانتهاء من أشغال  النصب التذكاري في دجنبر المقبل تزامنا مع احتفالات اليهود بعيد “حانوكا”، كشفت السلطات المحلية لـ”تيلكيل عربي” عن رواية مخالفة تماما لمزاعم المواطن الألماني.

مصدر مسؤول بعمالة اقليم الحوز تحدث لـ”تيلكيل عربي”، أوضح أن المعني بالأمر ألماني الجنسية اكترى فيلا في دوار الكركور بجماعة آيت فاسكا في غشت  2018 ، حيث صرح أنه سيشيد حديقة للأطفال، إلا أن السلطات المحلية تحت اشراف القائد لاحظت وجود عمليات للبناء بدون ترخيص، مما استدعى تدخلها في ماي الماضي من أجل ايقاف الأشغال.

وأشار المصدر، أن السلطات المحلية أحالت الملف على نائب وكيل الملك بآيت أورير، حيث يرتقب أن يقول القاضي المقيم كلمته في الموضوع.

ونفى المصدر، أن يكون المواطن الألماني ينضوي تحت لواء أية جمعية أو منظمة مرخص لها، كما لم يحصل على أي ترخيص لإقامة النصب التذكاري، فضلا عن كونه مجرد مكتر لا يحق له البناء.

مصدر آخر، تحدث مع “تيلكيل عربي” أوضح أن المواطن الألماني قام بتشييد بناء شبيه بما يعرف بـ”المسلة اليهودية”، وهي عبارة عن عمود من الحجر رباعي الأضلاع في قمته هرم، كما شيد مجسمات حجرية لقبور، وفرنا يحاكي أفران النازية، لكنه خلال استجوابه من قبل اللجنة التي أوفدتها السلطات المحلية، أنكر وجود أي بعد سياسي للمباني التي أقامها، معتبرا أن “المسلة” مجرد عمل فني بحث، أما ألوان قوس قزح فقد زعم أنها مجرد محاكاة لألوان الطيف، فيما اعتبر أن القبور مخصصة لغرس الورود.

نصب تذكاري أم مشروع خيري؟

بتاريخ 30 سبتمبر 2018 نشر “أوليفر بينكاوسكي” إعلانا على الموقع الإلكتروني لمنظمته “بيكسل هيلبر” يلتمس من خلاله التبرع لأجل إقامة مشروع خيري في منطقة “تافسكا”، وذلك بعد بناء فرن في إحدى المزرعات، سيتم استغلاله في إعداد الخبز، وتوزيعه على اللاجئين، والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، كما تعهد بإقامة مشاريع لمنع الفيضانات المفاجأة في شمال إفريقيا، قبل أن يتحول المشروع إلى  إقامة نصب تذكاري للمحرقة.

السلطات تتحرك

بعد الضجة التي أثيرت بشأن إقامة نصب تذكاري للمحرقة اليهودية دون ترخيص، ودخول مناهضي التطبيع على الخط، قامت السلطات المحلية مساء اليوم الإثنين بهدم البناء، دون انتظار صدور حكم قضائي.

وأظهر شريط فيديو بثه الناشط الألماني على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قيام السلطات المحلية بعملية الهدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى