كيف ساهمت صناعة الأزياء في حرائق الأمازون؟
تعاني غابات الأمازون من أسوأ موجة حرائق من سنوات طويلة. وقد أُشعل نحو 1130 حريقاً جديداً في بداية الأسبوع الحالي، بحسب المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء، كما أكدت السلطات البرازيلية أن تلك الغابات شهدت أكثر من 72 ألف حريق خلال هذه السنة، بارتفاع 83 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في عام 2018.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، اليوم (الخميس)، فإن من ضمن الأسباب التي أدت إلى حرائق الأمازون «صناعة الأزياء» التي اعتمدت بشكل كبير على جلود الحيوانات والمواشي الموجودة في هذه الغابات.
وتعد الماشية المصدر الرئيسي للجلود التي تستخدم لصناعه الأحذية والأحزمة والقفازات والمعاطف والقبعات وحقائب اليد، إضافة إلى منتجات أخرى كثيرة. وقد وجد الباحثون أن مربي الماشية يقدمون على إزالة الغابات المطيرة بشكل غير قانوني على الرغم من القوانين التي تحميها، بما في ذلك «قانون الغابات» في البرازيل.
ورغم تأكيد شركات الملابس والأزياء الشهيرة أنها تجلب الجلود المستخدمة في صناعتها من أوروبا، فإن خبراء البيئة يؤكدون عدم صحة هذه المزاعم، مشيرين إلى أن أكثرية الماركات العالمية تعتمد على ماشية الأمازون.
وأوضح الخبراء أن هذه الأزمة كانت ظاهرة منذ سنوات، فقد نشرت جماعة «غرين بيس» المدافعة عن البيئة عام 2009 تقريراً بعنوان «ذبح الأمازون»، أكدت فيه أن الطلب العالمي على الجلود يغذي تدمير الأمازون بشكل كبير. وأضاف التقرير، أن شركات لحوم الأبقار البرازيلية تقوم منذ سنوات طويلة بتوريد الجلود إلى ماركات الأزياء العالمية وتجار التجزئة.
وأشار الخبراء إلى أن المحزن في الأمر هو أن هذا المشروع بأكمله كان مدعوماً من بنوك تمولها الدولة.
جدير بالذكر، أن الكثير من السياسيين يعتبرون أن للرئيس البرازيلي جاير بولسونارو دوراً رئيسياً في اندلاع حرائق الأمازون، لاعتقادهم أنه كان يشجع الحطابين والمزارعين على تجهيز الأراضي للرعي والزراعة.