سلايدرقضايا وحوادث

مالدافع وراء مقتل دنيا أستاذة اللغة الإنجليزية بسطات؟

هل هو انتقام ؟ أم حب من طرف واحد، أم قتل من أجل القتل؟، كلها أسئلة لايعرف أجوبتها إلا الجاني والضحية التي لفظت أنفاسها الأخيرة ولفظت معها السر الذي حير المحققين والرأي العام الوطني والسطاتي على الخصوص.

كيف يعقل أن يقوم شخص بانتشال سكينه وغرسه في جثة أستاذة اللغة الإنجليزية لا حول ولا قوة لها، سوى أنها عانت وقاست من استفزازات مجرم ،تحول من (ولد الدرب) إلى ذئب متوحش ارتمى عليها وتلذذ في طعنها على مستوى الكبد، تاركا جثتها وسط بركة من الدماء وتوجه نحو وجهة غير معلومة.

مالدافع إذن الذي جعل الجاني يختار ضحيته وهي (بنت الدرب) لإنهاء حياتها؟, هل هو جنون الحب الذي امتلك قلبه لفترة طويلة دون أن يلقى استجابة صريحة من (حبيبته ) التي رسم صورتها الملائكية بدواخله، يخرج يده ليتلمس جسدها ويمتح من أحاسيسها، لينتشي ويتناغم ويحيى من روحها.

كل هذا لم يتحقق على أرض الواقع، لكنه ظل مختزلا في تتبعها وانتظار رؤيتها داخل الدرب وهي ذاهبة إلى المؤسسة التعليمية التي تدرس بها.

كان يحاول في كثير من المرات ، من أجل إثارة انتباهها استفزازها بوضع القمامة بجوار المنزل الذي تقطن فيه للفت نظرها والدخول معها في تبادل الحديث الذي يتحول إلى السب والشتم والصراخ. الساكنة من جهتها كانت ترى في ذلك مجرد خصام عادي بين أولاد الدرب. أما هو فكان يجد في ذلك متعة ،يتلذذ من صراخها وغضبها، فكان يعاود الكرة مرة ومرات حتى يلتقي معها.

دنيا استاذة اللغة الإنجليزية لم تكن تعرف كل هذا، بل كانت ترى فيه إنسانا عادية .كان يسكن بجوارها بحي مبروكة. كان همها الوحيد هو مهنتها التي قربتها من تلاميذتها وتلاميذها التي تكن لهم كل الاحترام, تخرج في الصباح من منزل العائلة في اتجاه المدرسة الخاصة التي تدرس بها.

كان الكل يحترمها لصدقها وأخلاقها العالية وتواضعها. لم تعتقد أنها ستكون ضحية جريمة قتل بالقرب من منزلها ، بينما الكل وخاصة البنات والنساء كن منشغلات بعاشوراء التي تجمع كل أولاد الدرب في طقوس الغناء والرقص . إلا أن كل هذا تحول إلى طقوس دموية ،اهتزت على إثرها كل الساكنة. كيف لا وأنها بنت الدرب الأستاذة دنيا التي تكن الإحترام للكل.

هل خطط الجاني للتربص بضحيته والقضاء عليها، أم كان ذلك مجرد صدفة؟ هل تعمد لوضع القمامة في ذلك المكان لاستدراج الضحية، ثم تحول ذلك إلى عراك، اختتم بطعنها بواسطة سلاح أبيض على مستوى الكبد، ثم لاذ بالفرار. لم تكن دنيا أن خروجها من المنزل لثني الجاني على فعلته، أنها ستتلقى تلك الطعنات وتفارق الحياة.

صراخ دنيا سمع صداه لذى ساكنة الحي ولذى أفراد عائلتها. خرج الكل إلى مسرح الجريمة لمعرفة ماذا يجري. كانت دنيا مازالت على قيد الحياة، لكن دماءها غطت جسدها.

اتصلت عائلتها برجال الأمن الذين حضروا إلى عين المكان، عاينوا الضحية، ثم اتصلوا بسيارة الإسعاف التي حملتها على الفور إلى المركز الإستشفائي الحسن الثاني لتلقي العلاجات الضرورية بقسم المستعجلات، حيث تم استقبالها من طرف طاقم طبي ،أجرى لها عملية جراحية لم تكلل بالنجاح، وفارقت على إثرها الحياة.

فيما كان الطاقم الطبي يحاول إنقاد حياة دنيا، كانت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن سطات تطارد الجاني بعد التوصل إلى هويته،حيث تم إيقافه بمنطقة (الطويجين)،ووضعه تحت إجراءات الحراسة النظرية ،ثم استنطاقه ،ليعترف في محضر رسمي بما نسب إليه. في حين تم وضع جثة دنيا بمستودع الأموات من أجل إخضاعها لعملية التشريح ومعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء الوفاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى