جديد24سلايدر

هل تشكل -مهام القنصل العام -بجهة صقلية بايطاليا ،استثناء في نجاح مسؤولية المراة ؟

كانت تطالعنا على شاشة التلفزة الرسمية الوحيدة ، وجه فتاة صحفية ،تشد الانظار بجديتها المختلفة،وصرامتها المطلوبة ،وحسن تعاطيها مع المادة الاخبارية التي كانت تعالجها ،حتى بات المغاربة مقتنعون بأدائها الجيد ومعه المتلقي بوجه عام، واستأنسوا بما كانت تتميز به من ضبط وتركيز في نشر الاخبار ،التي كنا نتاهب لمشاهدتها بدقة وتماهي غريبين ٠
هذه الفتاة المحبوبة تدرجت بالسلك الدبلوماسي في مهام مختلفة صعبة المنال منذ سنة 1985،بدءا من جنيف ومرورا بلندن تم نيويورك وانتهاء بايطاليا ،انها الاستاذة المقتدرة -فاطمة البارودي –
لا يهمنا في هذا المقال تحديدا ، ان نعرج على تجربتها لما حملته من تحدي اداري وقنصلي ودبلوماسي ، ولكن الاهم انها استطاعت ان تعكس صورة مشرفة للمرأة المغربية في معمعان كل التجاذبات التي لاتؤمن بقوة المراة وقدرتها على خلق الحدث ،او صناعة المستحيل،مثلما تطفو به بعض الخطابات الداعية الى خلق مفاضلة بين الرجل والمراة في المناصب المهمة والحساسة ،لا يختص بها الا الرجال دون النساء ،لكن تجربة فاطمة البارودي قدمت دليلا ملموسا على كفاءتها ،وغالبت بها كل اشكال الخمول والجمودوالسلبية المطلقة،التي تعاني منها الادارة في بلدنا للاسف٠
٠
ليس من اليسر ان تكلف الاستاذة بمهام -القنصل العام – بجهة صقلية بايطاليا في الظروف الحالية ،التي تشكل استثناء ينوء بعدة مشاكل صنعتها تراكمات كثيرة لجاليتنا بايطاليا ،الدولة الصديقة ،التي تضم اكبر عدد من المغاربة المهاجرين باوربا ،وماتثوي من تعقيدات مسطرية ،لايمكن ان تجد وسيلة لتدليل صعابها ،الا بحكامة معقلنة ومنتجة وفاعلة ، نجحت في بلورتها امراة مغربية ،تجيد حسن الاصغاء للمواطن المغربي في غربته بكل تداعياتها السلبية والايجابية ٠ وبالتالي نعتبر ان الاستاذة البارودي شكلت استثناء في المهمة القنصلية المسندة اليها بشرف ، وان اختيارها من لدن الوزارة المختصة كان موفقا لا محالة ،بدليل ما عبرت عنه بعض جالياتنا بايطاليا من اعجاب بشخصها واسلوبها وحسن تمثلها للمواقف العديدة ،سواء بصفتهم كاشخاص او كجمعيات نشيطة في حل مشاكل المهاجرين ٠
لا نتبنى هذا التقييم اعتباطا ،او بشكل مجاني ،بل تحكمت فيه اشهادات صادقة لعدد وافر من جالياتنا بايطاليا ، ولان كل حضارة تقوم على قيم ،وكل قيم تقوم على تراتبية معينة،وكلها تنبني على فضائل ، فالمسؤول او المسؤولة النزيهة تسمو على نظيرتها المخاتلة ، والعالم يرشح على العشوائي ، والمجتهد والمبدع يفضل عن النمطي ، وفق هذه التراتبية ،يكون للمسؤولية معنى ،ويكون للصدق في مجالها غاية اسمى ، تتطلب منا جميعا ان نباركها ونشكرها ، تيمنا بالحديث النبوي الشريف (من اسدى اليكم معروفا فكافؤوه، فان لم تجدوا فادعوا له ،او اشكروه )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى