إستطاعت كوثر بدران فرض إسمها في مجال المحاماة بجمهورية إيطاليا وذلك بفضل عزيمتها وإرادتها، واستطاعت بذلك أن تجسد صورة المرأة التي لا تعرف معنى الاستسلام. حيت تعتبر أول محامية من أصول مغربية بإيطاليا.ازدادت بدران بمدينة الدار البيضاء، وترعرعت وسط أسرة تتكون من والديها وإخوتها الأربعة.
تابعت دراستها الجامعية بمدينة ترينتو بجهة “ترينتينو”، عرف يوم الإثنين 10/9/2018 احتفالا رسميا فريدا من نوعه وحدثا بارزا يستحق التنويه بقاعة التشريفات لهذه الجامعة العريقة ،حيث تم ّاختيار الأستاذة المغربية كوثر بدران نموذج فخر واعتزاز لتلك الشخصية الشابة، والتي أبانت عن كفاءتها العالية وتفوقها الدراسي وحصولها على الإجازة بامتياز وعلى الدكتوراه بتفوق ونالت تشريف الحصول على لقب أول مغربية وعربية تتخرج في القانون الأوروبي والدولي في إيطاليا ، واستطاعت في سنوات قليلة الظهور على الصعيد العالمي كحقوقية ناجحة تترأس (المركز الدولي للبحوث القانونية )، وكمحامية دولية متمكنة على رأس (جمعية المحامين المغاربة الشباب بإيطاليا) وكأول محامية مغربية في إيطاليا وكأول محامية عربية تتخصص في عقود التجارة الدولية بإيطاليا، وتتشرف بعضوية الغرفة التجارية العربية الإيطالية ،كما تتفوق في ربح قضايا دولية في بلدان عدة افريقية وأوروبية مما زاد من سمعتها وتجربتها كخبيرة قانونية وكفاءة مثالية. واستطاعت أن تكسر الصورة النمطية، التي يلصقها الإيطاليون بالمغاربة منذ سنوات طويلة، والذين ينظرون إلى “الماروكينو” (المغربي) على أنه ذلك الشخص الذي يشغل وظائف يرفضها الإيطاليون، والمتزوج بامرأة تشتغل ربة بيت وفي أحسن الحالات خادمة في بيوت أحد العجزة الإيطاليين.وحصلت كوثر بدران على شهادة الدكتوراه في القانون الأوربي والدّولي كأول مغربية تحصل على هذه الدّرجة العلمية في هذا التخصص.
بعد إنهائها لدراستها أسست “مكتب بدران الدولي للمحاماة” الذي يوجد مقره ببلدة باسانو ديل گراپاّ، والذي تديره حتى اليوم.
تشغل عضو في هيئة المحامين بباسانو دلكرابا بفيتشينسا بشمال إيطاليا منذ عام 2010، ورئيسة جمعية المحامين المغاربة الشباب بنفس البلد.
وتشتغل بدران على القضايا المعقدة، مثل قضايا الطلاق التي تتداخل فيها القوانين خاصة في الزواج المختلط،كما أنها تقدم استشارات ونصائح قانونية وضريبية لمن يريد الاستثمار بالمغرب، وتؤطره وتساعده على تأسيس شركته .يعود لها الفضل في ترجمة مدونة الأسرة المغربية إلى اللغة الإيطالية، حيث وضعتها رهن إشارة الأكاديميين ورجال القانون. وتجدر الإشارة إلى أن كوثر بدران حصلت سنة 2004 ، على جائزة ( أفريكا إيطالي إيكسيلونس أوورد ) ، كاعتراف بريادتها المهنية ، وجهودها المعتبرة في الدفاع عن حقوق المغاربة المقيمين بإيطاليا . وتشتغل المحامية المغربية على عدة قضايا تتعلق بالأسرة والشغل وكذا القضايا التي تتعلق بشؤون الهجرة، “كما تشتغل في المجمل مع المغاربة وتحرص على قضاياهم بنفسها، حيت في بعض الأحيان تقدم لهم خدمات مجانية”. وبشكل عام ، فإن قصة النجاح التي سطرتها هذه الخبيرة المغربية في مجال القانون ، تنضاف إلى نجاحات المرأة المغربية ، التي استطاعت تكريس طاقتها وكفاءتها لإبراز الوجه المشرق للمرأة المغربية في مختلف المجالات.
