جديد24
أضحت بعض المجالس الجماعية، حلبات للملاكمة والعنف، وكثير من البلطجة، بين منتخبين، مثل ما حدث بجماعتي بوزنيقة وسطات.
وأضافت اليومية، في مقالها، أنه عوض أن يعطي المنتخبون الذين نالوا ثقة المواطنين، النموذج في تدبير الشأن العام، والاهتمام بقضايا المواطنين، تحولت بعض الدورات إلى حلبة للملاكمة، وفضاء لكل أنواع السب والشتم، دون أدنى اعتبار للقوانين وأعراف التدبير الجماعي، مبينة أن جماعتي بوزنيقة وسطات شهدتا، أمس الثلاثاء، مشاهد عنف نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، يتبادل فيها مستشارون اللكمات، أمام أنظار ممثلي سلطة الوصاية، وأعين المواطنين، إضافة إلى تكسير تجهيزات الجماعة، في مشاهد وصفتها الجريدة بأنها “مشاهد تعكس بؤس الممارسة السياسية، وتعمق النفور من ممارسة سياسية”.
وتفيد المعطيات الواردة من بوزنيقة، حسب صحيفة “الصباح”، بأن مشاهد العنف التي عرفتها الدورة، بعد انتهاء أشغالها، كانت بين أعضاء ينتمون إلى الأغلبية المسيِّرة للمجلس، سببها خلاف حول نقطة تتعلق بإحداث مركز كهربائي وسط حي سكني، مضيفة أن الخلافات والحسابات الشخصية بشأنه أدت إلى «بلوكاج»، قبل أن ينقل المستشارون المحسوبون على حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية المعركة إلى بهو المجلس، وسط استنكار الحضور، وفي غياب محمد اكريمين رئيس المجلس، الذي قالت مصادر «الصباح»، إنه فوض تدبير الجلسات إلى نائبه الأول، ولم يحضر سوى دورة انتخابه رئيسا.
وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه هي المرة الثانية التي تشهد فيها دورة المجلس عنفا، كما أن السب والشتم أصبحا أمرا مألوفا من قبل «مستشارين» وافدين على الأحزاب آخر لحظة، حيث لا يدركون معنى أن تكون منتخبا محليا موكولا له تدبير الشأن المحلي، واحترام القوانين، والأحرى التخطيط والابتكار في تسيير شؤون الجماعة.
أما بجماعة سطات، فأكدت “الصباح” أن الأمر أخطر، إذ مورس العنف داخل الجلسة، وأمام أعين رئيس المجلس، وممثل السلطة، حيث هاجم مستشار محسوب على الحزب الليبرالي، النائب الأول للرئيس، المنتمي إلى التجمع الوطني للأحرار، بسبب ما اعتبره مستشارون “ضعف التسيير” من قبل الرئيس الاستقلالي، ومقاطعة المستشارين أثناء التدخل، وعدم ضبط آليات النقاش، وفوضى التدخلات من قبل نواب الرئيس، دون إذن أو سبب، مشيرة إلى أن المصادقة على هيأة المساواة، كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، إذ عارض مستشارون المصادقة عليها دون نقاش، بعد تقديم تقرير اللجنة، وهو ما أثار حفيظة بعض مكونات الأغلبية، التي هاجمت بعض مستشاري المعارضة.
واعتبرت اليومية أن تكرار حالات العنف داخل دورات المجالس، يسائل السلطات والأحزاب، ويعطي صورة سيئة عن مستوى النخب، التي ينتظر منها المواطنون تدبير شؤونهم، وتنزيل الوعود التي أمطروهم بها خلال فترة الانتخابات، كما تعرِّي هشاشة التحالفات المشكِّلة للأغلبيات، وضعف الكفاءة لدى بعض المسؤولين عن تسيير شؤون المدن.