الإبرة التي حاولت تخيط جراج أحد الطابوهات الإجتماعية المحظورة
صفاء أحمد آغا
يبدو أن السينما في المغرب قد اضحت طقسا ثقافيا أساسيا في مجمل الأنشطة التي تحتضنها المملكة الشريفة، وذلك بالنظر لعدد المهرجانات التي تنظم شهريا في مختلف المدن الم هو غربية. لهذا فمهرجان سينما المؤلف بالرباط قد أصبح اليوم أهم تظاهرة تحتفي بالسينما المستقلة وتحتضن تجارب شبابية لمخرجين واعدين وآخرين مجربين ينتصرون للفعل السينمائي المختلف فنيا وتقنيا.
الدورة 29 لهذا المهرجان، افتتحت أنشطتها اليومية لعروض الأفلام بأحد اقوى الأفلام في الأونة الآخيرة على الساحة السينمائية وهو الفيلم التونسي ( الإبرة ) المخرج ” حميد بوشناق ” بسينما النهضة التي تشهد كعادتها حشود جماهير غفيرة لحضور جميع الأفلام المشاركة في المهرجان.
فيلم ( الإبرة ) وهو ثالث أفلام المخرج الروائية الطويلة الذي يتحدى فيه فكرة كسر الطابوهات الإجتماعية المحظورة ، الذي تناول فيه موضوع مهم جدا هو ” ثناىية الجنس ” الذي يحمل خصوصية نادرة يحاكي من خلالها معاناة الكثيرين وما يتعرضون له من تنمر و سخرية الشيء الذي يسبب لهم إضطرابات نفسية و هرمونية من ناحية تحديد هويته الجنسية مما يؤذي بهم للإنطواء والعزلة الإجبارية .
تدور أحداث الفيلم على مدى 100 دقيقة حول قصة زوجين ينتظران مولودها الأول بعد أربع سنوات من الزواج ، ومع قدوم المولود تعلم الطبيبة الوالدين بأن المولود له خصوصية نادرة و يحمل الجنسين الذكر و الأنثى ، ليدخل الوالدان في خلافات كبيرة بين رفض الأب لهذا الرضيع وعدم قبوله لأمر الله وبين تشبث الأم بمولودها .
من هنا تتخذ أحداث الفيلم منعرجا تصاعديا أججه الخلاف بين الوالدين حول الإختيار بين جنس المولود ” ذكرا ” أو ” أنثى ” في فترة وجيزة لا تتجاوز الثلاثة أيام ، لتحول إيقاع هذه العلاقة الزوجية التي كانت قائمة على الحب والتفاهم إلى خلاف وتجافي يشبه الحرب الباردة بين الزوجين تخللها التوثر والحزن تحت سقف البيت الواحد .
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة تعرف ثنائية الجنس بتسمية ” يولد ثنائيو الجنس ” بخصائص جنسية لا تتوافق مع التصورات الثنائية المعروفة لجسد الذكر أو الأنثى ، لأن ثنائية الجنس أشبع بكثير مما يظن أغلب الناس , حيث يقول الخبراء إنه يوجد من ثنائيي الجنس قدر ما يوجد من” ذوي الشعر الأحمر “.
وتضيف أن ” ثنائيي الجنس ” من الأطفال والبالغين كثيرا ما يتعرضون بسبب ما يلاحظ من إختلاف أحسادهم للوصم والإنتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان .
يشار إلى أن الفيلم من بطولة الفنانين ” فاطمة صفر ” – ” بلال سلاطنية ” – ” جمال مداني ” – ” صباح بوزويته ” – ” المنصف العجنقي ” – و غيرهم من الفنانين التونسيين .