لا تنشر هنا

وفيق رؤوف: سبب فشل الفكر النهضوي العربي يعود إلى هشاشة هذا الفكر

جديد 24 - فاطمة راجي*

استضاف الإعلامي وسيم الأحمر ضمن برنامجه محاور، الذي يبث على قناة فرانس 24، الباحث و الأكاديمي العراقي وفيق رؤوف، اليوم الاثنين 3 يونيو، لطرح موضوع ” اشكاليات الفكر النهضوي العربي”.

و اعتبر الباحث، كتاباته العديدة التي تنصب في الفكر النهضوي العربي، و خاصة كتاب، نظرة جديدة للقومية العربية: nouveau regard sur le nationalisme arabe، محاولة لاستعادة اشكاليات هذا الفكر تحت وقع الفاجعة (حزيران 67)، و من هنا أمكنه التساؤل: هل تستطيع كل العوامل الإيجابية بما فيها اللغة و المشاعر و التعاطف أن تخلق أمة؟

و يرى أن سبب فشل الفكر النهضوي العربي يعود إلى هشاشة هذا الفكر، إذ يعد مرتبكا على مستوى الخطاب و المعنى، لأننا “عندما نقول نهضة عربية في القرن 19 لا ندري هل المراد استعادة المجد الماضوي الموروث القديم أم نريد الانخراط في الحداثة الأوروبية انطلاقا من فكر النهضة للقرنين 15 و 16″، و لهذا يقول: “المشروع النهضوي لا يزال في حدود الأماني و سيظل كذلك ما لم يصار إلى تكسير و تهشيم أضلاع هياكل التردي و التعثر الحضارية، بدءا بالتصدي الصارم للأمية بأضلاعها الثلاثة: الجهل المضاد للعلم و التجهيل المضاد للمعرفة و الحرمان الثقافي”.

 و يضيف أن من أسباب التعثر المقارنة عوض التحليل و المكابدة بدل التفاعل، و التردي و التكرار، ثم” إن الفكر النهضوي لم يكن بذلك الوضوح المطلوب، إذ هناك خليط عجيب من الأفكار المتضاربة، المتباعدة و المتقاربة، لا يستطيع في النهاية أن يخلق فكرا متجانسا”.

و في سياق حديثه عن الأنظمة العربية، شدد على أن التغيير لم يكن حقيقيا، لأن -حسب قوله- “الاستبداد ما زال، الوجهات رحلت لكن الأسس البنيوية بقيت على حالها”، و يسترسل: “لسنا ضد تظاهرات الشارع، لكنه لا يخلق شيئا، يستطيع الشارع أن يحتج و يجبر الوضع القائم على أن يتغير، لكنه يتغير شكليا و القديم باق على حاله”، لأن بالنسبة له “الثورة الحقيقية قادرة على إعادة صياغة هيكليات الدولة بدءا من مأسسة المؤسسات القانونية.”

و اقتصر الباحث في طرحه لمسألة الإصلاح الديني على الديانات التوحيدية الثلاثة (الإسلام و اليهودية و النصرانية) ، معتبرا أن “نقطة الانطلاق الجوهرية في سياق الإمساك بخيوط العقلانية تتمثل بكيفية ترميم إصلاح معمار الفكر الديني كمدخل للإنهاض”.

 و دعا إلى دراسة تاريخ الأديان ، و ذلك بتفسير النصوص المقدسة بواسطة آليات من خارج النص، مشيرا إلى ضرورة البحث عن الحقيقة من قبل المثقف المستقل الذي لا يسعى إلى التجديف و لا الإنكار.

صحفية متدربة*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المثمر
زر الذهاب إلى الأعلى